مهازل التعليم العالي.. كلية الاقتصاد نموذجاً
في مادة أساليب كمية للسنة الرابعة في كلية التجارة قسم المصارف ..تأتي مسألة كاملة من 20 طلباً فيها خمسة أخطاء جعلت الطلاب يضيعون الوقت في محاولة حل المسألة، وعندما طلبوا من دكتور المادة أن يتأكد من المسألة بدأ بالصراخ والتأكيد أنه لا يخطىء، ليأتي بعد ثلاثة أرباع الساعة ويعلن أن في المسالة خطأ بسيطاً في الأرقام!
الطالب المسكين في كلية التجارة مستعد لتقبل أي شيء في سبيل نجاحه.. مستعد لتقبل الجلوس في قاعة مخصصة لـ 250 طالباً مع أكثر من 750.. ويمكنك أن تتصور كيف وأين يجلس الطلاب..
الطالب مستعد لشراء المحاضرات المرمزة بشيفرة لا يعلمها غير الله ليحصل على المقرر الذي لا يوجد له كتاب.!!
الطلاب مستعدون أن يجلسوا أثناء الامتحانات في قاعات غير مضاءة بشكل جيد وباردة جدا، هذا إذا لم يقعدوا في ممر الكلية في الهواء الطلق.
الطلاب مستعدون أن يقدموا المادة مباشرة بعد يوم واحد من مادة أخرى كما حصل مع مادة الرياضيات الاكتوارية للسنة الثالثة التي جعل الدكتور المعني النجاح فيها حلما للطلاب (حسب اعترافه؟) ..
الطالب مستعد أن يبقى وحيدا في العيد بعيدا عن أهله وأصدقائه ليدرس هذه المادة .
الطالب مستعد أن يتحمل صراخ المراقبين وطق حنكهم أثناء محاولته فك رموز وشيفرات جداول السمبلكس.
إن كل هذا مقبول لدى الطالب الذي يبذل كل جهوده لينجح ويتخرج ويبدأ حياته، ولكن ليس مقبولاً أن يأتي 20 سؤالاً خاطئاً من أصل 50 سؤالاً في مادة: «أساليب كمية» للسنة الرابعة في كلية التجارة بجامعة دمشق - اختصاص المصارف والتأمين، نعم مسألة كاملة من 20 سؤالاً خاطئاً وغير قابلة للحل باعتبار أن المادة مؤتمتة، ويجب أن يكون هناك جواب صحيح، لتفاجأ انه لا يوجد أي جواب يتطابق مع حل المسالة، فتعيد حلها من جديد خوفا من أن يكون هناك خطأ ما لتجد أن المسألة برمتها خاطئة، فتعود وتطلب من الدكتور أن يوضح لك الأمر، فيبدأ الصراخ: «لا يوجد أي خطأ في المسألة والحق عليكم لأنكم لم تدرسوا جيدا، وتعيد الحل من جديد وبتمعن لتمضي ساعة بمراجعة كاملة للمسألة.. عندها فقط يأتي الدكتور ويعلن أن في المسالة خطأ بسيطاً في الأرقام، وأن عليك أيها الطالب أن تحل ثلاث مسائل من 50 طلباً في أقل من ساعة، لتكتشف أنك سترسب في هذه المادة وأن جهدك قد ضاع سدى!! هذا غير مقبول.. لماذا الاستهتار بتعب الطلاب؟؟ لماذا هذه العنجهية والاستعلاء في التعامل معهم؟؟ لماذا لا يقوم الدكتور بالتأكد من الأرقام قبل تسليم المادة للجامعة؟ ولماذا لا تقوم الجامعة بحل أسئلة الامتحان لتتأكد أن المسألة ليست خاطئة؟؟ هل هذه هي المؤسسات التعليمية التي نعتمد عليها في بناء نهضة المستقبل؟؟ إلى متى يبقى الوضع هكذا في جامعاتنا ؟؟