عابدين رشيد عابدين رشيد

الامتحانات الانتقالية... وقائع غير واقعية

انتهت مؤخراً الامتحانات النصفية لصفوف المرحلة الانتقالية، وبات واضحاً للجميع أن هذه الامتحانات مازالت شكلية وتقليدية بكل المقاييس، حيث لم يراع في أنظمتها وضوابطها أيّ من ملامح التطور التكنولوجي والمعرفي الذي حدث، وماتزال غير قادرة على تحديد المستوى الفعلي للطلاب من حيث القدرات والمواهب وتنميتها.

وإذا كان مدى نجاح العملية الامتحانية أو فشلها مقروناً بنتائج التحصيل فقط ففي ذلك تشويه للحقيقة العلمية، وعند دراسة تلك النتائج وفق الأسس العلمية والموضوعية يتبين بأن تلك الأنظمة والقوانين المعمول بها لم تنتج مجتمعاً طلابياً متطوراً في بنيته العلمية، وبرأينا أن منظومة الاختبارات (الشفهية، الوظائف، المذاكرة) التي تسبق الامتحانات الفصلية خلال العام الدراسي تحتاج إلى آليات عملية صحيحة ودقيقة ومراقبة مستمرة من خلال المسائل التالية:

«منظومة الاختبارات»

 أ‌- الاختبار الشفهي: ويخصص له 25% من علامة المادة حسب النظام الداخلي، وفي الواقع رغم أهمية هذا النوع من الاختبار فلم يأخذ دوره بشكل فعلي، ولو تم ذلك وفق أسس دقيقة وواضحة، فمعظم الطلاب لن يحققوا نتائج جيدة، ولذلك فغالبية المدرسين يضعون نتائج هذا الاختبار في جداول المحصلات وفق الأسس المزاجية لكل مدرس وقبل التقدم للامتحان الفصلي.
ب ‌- اختبار الوظائف: ويخصص له أيضاً 25% من علامة المادة المقررة، ويتم تطبيقها وفق آليات وأساليب متخلفة حيث لا تخضع لمعايير محددة ودقيقة، فالذي يحدد العلامة هنا مزاجية المدرس بالدرجة الأولى.
ت‌ - المذاكرات: وتخصص لها 50% من علامة المادة حيث تجري قبل التقدم للامتحان الفصلي ولا تخضع لمعايير موحدة، فكل مدرسة لها نظامها، فبعضها تجري مذاكرة واحدة في الفصل، وبعضها الآخر تجري مذاكرتين. ونتائج الطلاب فيها متقاربة ليس لأن مستوى الطلاب متقارب، بل نتيجة لكثافة الطلاب في الغرف الصفية مما يسهل عملية الغش. وهذه المذاكرات ليست موحدة، حيث تجرى لكل شعبة صفية على حدة، وأثناء إعطاء الدروس، ولا يجوز للمدرس إخراج الطالب من القاعة بعد الانتهاء من المذاكرة.

«جداول المحصلات»

هذه الجداول التي تعد إحدى الوسائل الهامة في الأنظمة الامتحانية الانتقالية لا تخضع لآليات عمل دقيقة عند إعدادها، ولا نعلم إن كانت هنالك قرارات واضحة تفرض على المديريات التعامل بها، لذلك فعملية إعداد هذه الجداول ينجزها المدرسون في حين أن القرارات تلزم الموجهين بذلك. والمفارقة تكمن أثناء نقل علامة المادة من ورقة الإجابة إلى جدول المحصلات، (وذلك بعد الهدر الكبير لمادة الصمغ)، فالمدرس هو من يقوم بفتحها وبذلك مخالفة صريحة لسرية الاسم والعلامة، لأنه لا يجوز معرفتها إلا من الإداري بعد التصحيح.

«الطالب والتوقيت»

لا يسمح للطالب الخروج من القاعة الامتحانية إلا بعد مضي نصف الوقت المقرر للمادة، وفي رأينا أن سلامة الجو الامتحاني المطلوب يتعرض للضجيج من خلال قيام الطالب الذي أنهى الإجابة على الأسئلة بحركات تثير الضجة، فيفضل هنا أن يسمح للطالب بتسليم ورقة الإجابة في الوقت الذي يراه مناسباً والخروج من القاعة بعد تسليمه الورقة مباشرة.
«كثافة المواد الامتحانية في الصف الأول الثانوي»
يعاني طلاب هذه المرحلة أثناء التقدم للامتحانات الفصلية من ضخامة حجم المواد (17 مادة) التي سيمتحن بها خلال مدة أسبوع، أي أن الطالب سيضطر للامتحان بثلاثة مواد في اليوم تقريباً مما سينعكس سلباً على نتائجه بالتأكيد، وبالتالي سيسيطر القلق عليه قبل الامتحان وبعده، خصوصاً وأنه يوجد خلل دائم في تحديد البرنامج الامتحاني.

آخر تعديل على السبت, 01 تشرين1/أكتوير 2016 14:57