مربو الأغنام يستغيثون!
هناك فترة عصيبة يمر بها مربو الأغنام في كل سنة وهي فترة الشتاء، حيث تصبح خياراتهم محدودة وصعبة في طريقة تأمين الكلأ لقطعانهم، كون البادية والمراعي عموماً تفتقر للعشب، ولا توجد بقايا حصاد، فيلجؤون إلى شراء الأعلاف عن طريق الجمعيات الغنامية في القرى .
الجمعية المعنية تقوم بدورها وعن طريق المساهمة بإعطاء كل مساهم ولدورة واحدة: 6كغ نخالة لرأس الغنم الواحد، و2كغ كسبة، و2كغ قشور قطن. وإذا حسبنا كل هذه العطايا ولمدة ثلاثة أشهر، فإن هذا العلف لا يكفي لرأس الغنم الواحد مدة عشرة أيام!!
والجدير ذكره هنا أن هذه المواد متوفرة وبشكل كبير في السوق السوداء وبسعر جنوني، حيث يصل الكيلو غرام الواحد من مادة النخالة إلى (12) ل.س، بينما يباع لدى مؤسسة الأعلاف بـ 5 ل.س فقط.
إن جميع مربي الماشية، وكذلك المسؤولين والمراقبين والمهتمين، باتوا متأكدين أن بعض رؤساء الجمعيات والفاسدين من موظفي المؤسسة يقومون بتهريب الأعلاف إلى السوق السوداء، ورغم ذلك لا يقوم أحد بمحاسبتهم ووضعهم عند حدهم.
نحن نسال الحكومة كيف نحافظ على الثروة الحيوانية؟
وأين تذهب هذه المواد العلفية؟
وهل تكفي المواد العلفية الموزعة لرأس غنم واحد لمدة ثلاثة أشهر؟
لماذا لم تفكر الحكومة بتقديم كميات إسعافية وخصوصا في سنوات القحط التي لا يتوفر فيها أي مادة علفية؟
لماذا لا تتخذ إجراءات حازمة ورادعة بحق الفاسدين لمنع التلاعب بمصير عشرات الآلاف من مربي الأغنام؟
هل سألت الحكومة عن مصير ثروتها الحيوانية؟ وكيف تحافظ عليها؟
الآن، ومنذ أكثر من عشرين يوماً، لا يوجد ولا كيلو غرام واحد من العلف في مستودعات المؤسسة العامة للأعلاف في محافظة دير الزور، سوى مادة رخيصة وفاسدة من الشعير الذي لا تأكله الأغنام..
والخلاصة، فإن مربي الأغنام في قرى دير الزور يستغيثون.. فهل من مغيث؟؟