عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

أحداث متفرقة.. «تنذكر وما تنعاد»

إن فرض قانون الطوارئ في أي بلد كان يشل دستوره وقوانينه المرعية، ويتخطى القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد، طالما أن فرضه يزيد قوة القوى الأمنية فيه على اختلاف مهامها، ويمنحها صلاحيات مطلقة، فتتخذ من مقولة «كل مين إيده له» شعارها الرئيسي المقتدى، لذا تتفنن في ابتكار أساليب ابتزاز المواطنين دون الخوف من حسيب ورقيب لأن الكل «في الهوا سوا».

وما الفساد المستشري في معظم مفاصل الدولة إلا نتيجة حتمية لفرض قانون الطوارئ، فقد جمعت بعض أجهزة الأمن عدداً من أساليب الابتزاز التي استخدمت في عديد من المدن العربية والسورية. ودائماً هناك تشابه بين هذه الأساليب وبين مواقع الأحداث التي جرت هنا وهناك، وهو تأكيد على صدق علاقتها بشحن النفوس وصحة القول بهذه العلاقة، وهو كذلك دافع لإدانة من ارتكبها لأنها تشكل وصمة عار في جبينه.
اتجه شاب برفقة خطيبته إلى سوق الصاغة في تلك المدينة لزيارة صديق له، وإذا بدورية شرطة تعترض طريقهما، ويصيح رئيسها بانزعاج: «شو هالفلتان؟ يالله معي ع المخفر». رد الشاب: «ما عملنا شي برا الأدب». فرد الشرطي: «قول هالحكي للقاضي بكرا، أنتو ضيوفنا هالليلة».
«مصيبة».. قالها الشاب في نفسه، فسيقضي ليلته في المخفر!
أخرج من جيبه مئتي ليرة سورية قدمها لرئيس الدورية، فردها صائحاً في وجهه: «شو هاد؟ عم نشحد منك؟ نحن أربع عناصر». أكمل الشاب المبلغ إلى خمسمئة ليرة مع غليظ القسم: «والله العظيم ما عندي غيرها».
حدث صديقه الصائغ بالحادثة فضحك وقال: «يومياً يصطادون العشرات بهذا الأسلوب الدنيء، وأحمد ربك أنهم قبلوا بخمسمئة ليرة».
وسط شارع عام لمدينة كبرى، وقفت دورية أمن، توقف كل مار وتأخذ منه هويته بحجة أن سرقة كبرى قد حدثت في هذا الحي: «تعال بكرا لتأخذ هويتك».. ويصيح هذا: «أنا قادم من العمل». وآخر» «أنا عائد من السهرة ومعي زوجتي وأولادي».. لكن عبثاً نجوا من إعطاء الهوية. وهكذا جمع الأمن عدداً كبيراً من الهويات، ولم يعدها إلى أصحابها إلا بعد دفع كل مواطن حسب تقديره لوضعه المادي بين /500 ــ 1000/ ليرة سورية!.