خلفيات الاحتقان الشعبي في بلدة مضايا
لماذا تريد مضايا إسقاط النظام؟!
منذ بدء الحراك الشعبي في سورية، سجلت تظاهرات عديدة في بلدة مضايا، وكان لكل من تظاهر مبرراته ودواعيه الموضوعية في ذلك، ولكن اللافت للنظر ان هذه البلدة الجميلة التابعة لناحية الزبداني ذات الثلاثة عشر الفاً من السكان تريد اسقاط النظام، ولا شك أن هذا الشعار جاء تعبيرا عفوياً عن احتقان شعبي عاناه الأهالي في مضايا، وله خلفيات اقتصادية اجتماعية أدت إلى تفجر التظاهرات العفوية فيها.
يعمل معظم سكان مضايا في زراعة الأشجار المثمرة (الكرز والتفاح والدراق والرمان والتين والتوت وغيرها)، وتشكل هذه الأعمال صلب النشاط الاقتصادي للبلدة، ويقوم المزارعون بسقاية مزارعهم وبساتينهم من مياه نهر البارد ومن مجموعة من الينابيع، مثل عين صالح وعين حداد وأربعة ينابيع أخرى، وتشكل مصادر المياه هذه العماد الأساسي للزراعة في هذه المنطقة.
منذ بداية التسعينيات قامت الحكومة بوضع وتنفيذ مشاريع لمصلحة مؤسسة مياه دمشق، وذلك لتأمين مياه الشرب لمدينة دمشق تمثلت بوضع مضخات وخزانات على الينابيع والنهر وبالتالي تسبب هذا المشروع بأضرار عديدة لأعمال الزراعة التي تعيل معظم سكان مضايا، وذلك لعدم تأمين الحكومة لبديل عن مصادر المياه السابقة للبلدة، وبالتالي أدى هذا إلى ازدياد البطالة بين الشباب واتجاه بعضهم لممارسة أعمال غير مشروعة (كتهريب الدخان) بغية تأمين لقمة العيش في واقع مسدود الأفق، وقد راجع أهالي البلدة المسؤولين مراراً وتكراراً في مضايا والزبداني ودمشق، ولكن «أذن من طين وأخرى من عجين»، وقد جرت احتجاجات شعبية في البلدة نتيجة ذلك عام 2007 بسبب مطالبة الأهالي بالمياه ومماطلة المسؤولين.. وها هي الآن تتجدد!.
أما ما أوصلهم إلى الشعار بسرعة، فهو كما يقول بعضهم لجوء قوى الأمن إلى كل مظاهرالسلاح حين الوقوف في وجه المتظاهرين السلميين الذين كانوا يرفعون مطالبهم المتجذرة العمق حتى ساعات قليلة من البدء بإطلاق الرصاص!.