برسم وزير التربية: المعلمات والمعلمون يناشدون
السيد وزير التربية؛ لقد تعهدتم عبر وسائل الإعلام كافة بالاهتمام والحرص المتواصل على حاضر ومستقبل أطفالنا وشبابنا وتربية أجيالنا، ونحن نتمنى أن يُترجَم هذا القول فعلاً نافعاً، وسعياً متواصلاً نحو الأفضل في التربية والتعليم. ونرجو النظر باهتمام إلى بعض الملاحظات والآراء التي تعاني منها الكثير من المعلمات المتزوجات وغير المتزوجات .
فبالنسبة لقرارات تعيين خريجات كلية التربية من جامعة تشرين، والناجحات في مسابقة الوزارة الأخيرة بمن فيهن المتزوجات، خارج محافظاتهن، وتحديداً في ريف حلب أو المحافظات الشرقية، أكد الوزير السابق أن أي تعيين زيادة عن الفائض في محافظتي طرطوس واللاذقية يعني فساداً بشكل أو بآخر وهو يرى أن من يضغط بهذا الاتجاه من الإعلاميين يساهم في هذا الفساد دون قصد.. هذا ما قاله الوزير السابق .وأضاف : إن الحاجة ملحة لهن في المحافظات الشرقية والشمالية لعدم وجود كادر كاف في الكثير من المدارس.. ثم هناك تعهد موقع من جميع المتسابقات وخريجات كليات التربية يتعهدن فيه بقبول تعيينهن في أي مكان على امتداد ساحة الوطن ولمدة /5/ سنوات دون أن يحق لأي منهن طلب النقل.. وهذا الشرط كان معلناً ويعرفه كل من شارك في المسابقة وكل من دخل كليات التربية (معلم صف) وبالتالي لا يحق لأي كان الاعتراض على قرارات التعيين حتى بالنسبة للمتزوجات، وفوق كل ذلك إن عدم وجود كادر مؤهل في مدارس المحافظات الشرقية والشمالية سيؤدي إلى فشل مشروع المناهج الحديثة وهذا غير مسموح به أبداً! وهنا لابد من السؤال: إذا لـــم يتـــم تأمين كادر من أبناء سورية فمن أين نؤمنه؟
تلقت «قاسيون» رسالة من إحدى المدرسات تشرح مشكلتها حول هذا الموضوع، علماً أن هذه المشكلة لا تخصها وحدها، بل هي مشكلة عامة تضررت بها مدرسات عديدات، وتقول الرسالة:
«أنا وكثير من زميلاتي المدرسات تم تعييننا في المناطق الشرقية، وفي الحسكة تحديداً، بالمسابقة الأخيرة، يعني ما زلنا في أول الطريق وعلينا البقاء 5 سنوات بموجب التعهد الذي تعهدنا به أثناء تقديمنا المسابقة. تقدمنا للمسابقة الماضية التي جرت في عام 2007 ونجحنا في الامتحان الكتابي، لكن أنا شخصياً كان يلزمني 20 علامة في الشفهي، أي العلامة الكاملة، وبالطبع لم أحصل عليها، بعد ذلك درست دبلوم تأهيل تربوي موازٍ، ولكن لسوء الحظ كان معدل الإجازة أعلى من معدل الدبلوم بأجزاء من العلامة، الأمر الذي اضطرني في المسابقة التي جرت مؤخراً إلى التقدم على أساس الإجازة، والمفارقة كانت أن المتعين بموجب الدبلوم تعين في حلب أما الإجازة ففي المناطق الشرقية، صدرت أسماء المتعينين في المسابقة بتاريخ 18/9/2010 وباشرت كمكلفة في 10/10/2010 وجاء قرار التثبيت في 23/1/2011 أي أنني وزميلاتي ذات الوضع المشابه خسرنا عاماً كاملاً من أجل 23 يوماً. ومع ذلك لم ترضَ وزارة التربية أن تدعنا حتى في الصيف، فأقامت لنا دورات في المناهج والمخابر ودمج التكنولوجيا بالتعليم والمراقبة والتصحيح لدورتين في المناطق التي تعينّا فيها، فهل يُعقل أن نبقى في الحسكة صيفاً وشتاءً ولا نستفيد مما يسمى بالعطلة الصيفية؟! عدا عن عناء السفر لأن الطريق من اللاذقية إلى الحسكة يستغرق 12 ساعة بالبولمان، ناهيك عن تبديل البولمان في حلب، وإن لم نذهب للدورات والمراقبة نجد العقوبات بانتظارنا.
إن شرط قبول التعيين في أية منطقة دون حق الاعتراض هو أن تمسكونا من يدنا التي توجعنا، ونحن مضطرون للقبول به لأنه لا أحد يضمن أن يجد وظيفة يأكل منها لقمة العيش إلا بهذه الطريقة، لذلك نناشدكم باسم جميع المعلمات المتعينات في المحافظات الشرقية، أن توصلوا صوتنا إلى وزير التربية الجديد. في المنطقة التي تعينت بها عدد المعلمات حوالي 40 معلمة، ولا واحدة منا متزوجة بسبب عدم وجود الزمان والمكان المناسبين للتعارف وهذه مشكلة اجتماعية تضاف إلى مشاكل التعيين، نحن في هذه الظروف نحتاج لأن نكون جانب أهلنا وبهذا العمر نحتاج أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي في محافظتنا، فهل التوقيع المسبق على قبول (الرضوخ) التعيين في أي مكان على امتداد ساحة الوطن ولمدة /5/ سنوات دون أن يحق لأي منهن طلب النقل، هو إجراء عادل؟!
نناشدكم قبل فوات الأوان أن ترحمونا فنحن بنات هذا الوطن ومن حقنا عليكم حمايتنا والعمل على راحتنا، ولا نريد سوى إعادتنا إلى محافظاتنا، خاصة وأنه تتم دراسة تثبيت المعلمين الوكلاء، أي سيكون هناك من يملأ الشواغر، وبعودتنا ستتوفر فرص عمل أكثر لأبناء المناطق الشرقية، وإن المعلم الذي يعمل في ظروف مريحة ومناسبة له سيكون عطاؤه أكبر وسيكون أكثر إنتاجاً، وهذا سينعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع، ونأمل أن يصل صوتنا إلى الجهات المختصة وأن يسهم كل منا من مكانه في تحسين وضع البلاد والنهوض بها إلى أعلى المستويات».
وهنا بعض الصور من المعاناة التي تلاقيها المدرسات اللاتي يتم تعيينهن بعيداً عن محافظاتهن، وخاصة المتزوجات منهن:
ـ زوجة وأم أطفال ومن المفروض أن تعيش في بيت واحد مع زوجها وأطفالها، وهم بأمس الحاجة لبعضهم البعض في بناء الأسرة الناجحة، فهل يحق لأي أحد أن يفكك هذه الأسرة تحت ضغط القبول بحثاً عن لقمة العيش؟!
ـ هل راتب المعلمات والمعلمين يكفي لفتح منزلين، منزل في محافظته ومنزل في المحافظة الموفد لها لمدة خمس سنوات؟!
ـ تتفاقم المشاكل الاجتماعية وخاصة بسبب العنوسة التي تزداد في سورية عندما نبعد بناتنا وشبابنا عن محافظاتهم وبيئتهم التي يألفونها لمدة خمس سنوات وهم في سن الزواج.
إن «قاسيون» تضم صوتها للمدرسات والمدرسين الذين تم تعيينهم خارج محافظاتهم، لإعادة النظر بقرارات التعيين وحل المشاكل الناجمة عنها، وإن كانت المحافظات الشرقية والشمالية بحاجة لكوادر المدرسين فبإمكان وزارة التعليم العالي أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وتخفض معدل القبول في كلية التربية (معلم صف) لحملة الشهادة الثانوية العامة من طلاب المنطقة الشرقية والشمالية بما يحقق انتساب العدد اللازم لهذه الكلية، وعند تخرجهم يعينون في محافظتهم، وقرب مراكز سكنهم، وفي ذلك توفير للجهد والوقت، ووقاية من المشاكل المتوقعة، وضمان لراحة المواطن وفائدة الوطن.