الاعتداء على الأرصفة.. مرتين
لم يستبشر الناس كثيراً حين قامت المحافظة غير مشكورة بنزع الأرصفة القديمة واستبدالها في عموم مدينة دمشق وضواحيها رغم أن معظمها كان صالحاً..
إذ لم تكن هذه الأرصفة أساساً مخصصة لعبور آمن للمشاة بقدر ما كانت وما تزال مخصصة للسيارات التي تنوء بكلكلها عليها بسلام ودون أي تدخل من رجال شرطة المرور، خاصة أولئك حملة دفاتر المخالفات الذين يجولون في الشوارع الرئيسية والفرعية دون أن يقوموا بكتابة مخالفة واحدة لآلاف المعتدين على الأرصفة..
إذا أراد محافظ دمشق أو وزير الداخلية أن يتأكدا من ذلك، وهما يعرفانه ويدركانه على كل حال، فما عليهما إلا أن يحاولا أن يتجولا مشياً في شوارع دمشق، إذا استطاعا إلى ذلك سبيلاً، ليكتشفا مدى الخطورة التي يتعرض لها المواطنون، وهم يسيرون بين السيارات للتنقل من مكان إلى مكان.. وكم من حادث عابر انتهى (ببوسة شوارب) طال المارة نتيجة عدم احترام المتربع في سيارته للسائر على قدميه في مدينة لم يعد فيها ما يوحي باحترام القوانين والأنظمة والقواعد الأخلاقية التي تسم المدن المتحضرة..
إذا كانت عاصمتنا العظيمة بشوارعها الضيقة وإمكانياتها المحدودة ومسؤوليها الفاسدين أو المتخلفين إدارياً غير قادرة على استيعاب هذا العدد من السيارات ومن السكان والسياح، فلمَ تستمر هذه المهزلة؟ ألم يفكر مخطططونا الاستراتيجيون إلى أية هاوية نحن سائرون؟ وأية كارثة بيئية واجتماعية تنتظرنا في المدى القريب والمتوسط؟