كيف أصبحت شيوعياً السنديانة الحمراء
أعزاءنا القراء المحترمين:
سنخصص زاوية اليوم لنتبادل معكم بعض الحديث عن زاويتكم (كيف أصبحت شيوعيا) ..
في البداية نتوجه لكل من داوم على الصلة بصحيفتنا «قاسيون» عن طريق رسائله أو اتصالاته الهاتفية معربا عن اهتمامه بمتابعة ما ينشر من أحاديث رفاق أجرينا معهم حوارات غنية، ترسم بتنوعها وغناها لوحة تستحق أن يقال عنها ببساطة وصدق: إنها لوحة شيوعية عكست جزءا حيا من جهد وبذل شيوعيين شاركوا بصنع تراث الحزب، ونقول لهم: شكرا لاستحسانكم ولتشجيعكم، وفي الوقت نفسه نتفهم عتبكم لأن الزاوية لم تستطع- حتى اليوم- تغطية كل مناطق الوطن، وهذا ما يحتاج في الواقع وقتا وجهدا ومشاركة من الرفاق على امتداد ساحة الوطن التي كان، وفي كل جزء منها (في الأرياف والمدن)، حضور وفاعلية لآلاف الرفاق عملا ونضالا ورصيدا طبقيا ووطنيا نرفع الرأس به عاليا، وإننا نعد بمتابعة العمل ليكون لجهود وتضحيات المناضلين بشرف وإخلاص لخير الوطن والشعب ما تستحق من تأريخ وإظهار.
وللدلالة على الحجم الكبير لما سطره الشيوعيون من كفاح وإيثار وتضحيات نعطي بعض الأمثلة-كنماذج فقط- من بعض المناطق السورية، مثل بلدة «مو حسن- موسكو الصغرى» ونسأل: من الذين رفعوا اسمها عاليا؟ وما المواقف والأفعال التي بوأتها تلك المكانة لتحمل لقب «موسكو الصغرى»؟ وكذلك قرية «حب نمرة» في سفوح وادي النضارة بمحافظة حمص التي اقترن اسمها بأول أيار، حيث تشتعل النار بذروة جبلها احتفالا بعيد العمال العالمي، ومتن الساحل بمحافظة طرطوس، وعامودا بمحافظة الحسكة، والسقيلبية والسلمية بمحافظة حماة... وغيرها وغيرها.
إنهم بلا شك أولئك الرفاق الميامين الذين لم يظفروا بما يستحقونه من واجب التعريف إلا عبر القليل من الحديث عنهم في «صفحات من تاريخ الحزب»، وكتاب «من تاريخ الحزب الشيوعي السوري» الذي ترجمه عن الروسية الأستاذ زياد الملا، أو ما كتبه بعض الرفاق من مذكراتهم أمثال الدكتور نبيه رشيدات، والنقابي إبراهيم بكري، وغيرهم. وكذلك ما كتبه الأستاذ عبد الله حنا، ومنه نورد المقطع التالي الذي سطره في كتاب «ذكريات ومذكرات الأستاذ عبيد البطل»، وهو واحد من الرجال الوطنيين المعروفين للقاصي والداني:
«بلدة الدير عطية بمحافظة ريف دمشق التي وصل إليها الفكر، ثم التنظيم الشيوعي في منتصف ثلاثينات القرن الماضي عن طريقين: طريق عمال البناء الديرعطانيين العاملين في فلسطين، وتحديدا مصطفى جومر ونعيم اسكندر نعمة اللذين تأثرا بنشاط الحزب الشيوعي الفلسطيني أثناء عملهما هناك، وعن طريق العمال والمهاجرين إلى دمشق للعمل، حيث جذبهم نشاط الحزب الشيوعي السوري، ومنهم عبدو ديب وفايز اسكندر نعمة والياس البطل وحسن حديد، (وهذه الأفكار والنشاطات هي التي شدت صاحب المذكرات عبيد البطل للانضمام إلى الحزب الشيوعي، وبفضل ما تمتع به من إمكانات فكرية ومهارة في الحديث ارتجالا، وما تحلى به من أخلاق وشيم، انتخبه الشيوعيون في دير عطية مندوبا عنهم في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي في سورية ولبنان المنعقد في بيروت أواخر 1943 وأوائل 1944، وعندما قام حسني الزعيم بانقلابه عام 1949 ألقى بعدد كبير من رجالات الفكر المناهضين للاستبداد والمشاريع الاستعمارية الأمريكية في غياهب السجون، وكان من هؤلاء عبيد البطل)».
أجل... إنهم رفاقنا البواسل الذين عبر عنهم أديبنا الكبير الراحل عبد المعين الملوحي بقوله:
ما كدت أنتسب إلى الحزب الشيوعي حتى غمرني شعور عجيب: أنا قادر على اجتراح المعجزات.. سأنقذ وطني من الاستعمار.. سأنقذ شعبي من الفقر والجهل... الآن أصبحت إنسانا!!
أعزاءنا بمشاركاتكم سنواصل حواراتنا مع المزيد والمزيد من الرفاق، وعلى ساحة الوطن كلها.
راسلونا بما لديكم، ولكم شكرنا وتقديرنا.