حي «الدويلعة»... عيد الشعانين والتزفيت!
احتار أهالي حي «الدويلعة» بدمشق في أمرهم بعد مرور ثلاثة أشهر على المهلة المحددة لتزفيت الشارع الممتد من مفرق أبو عطاف باتجاه منطقة الكلاس، هذا الشارع الذي بدأت عمليات التجميل فيه منذ شهر آذار الماضي أسوة بباقي شوارع عاصمة الثقافة العربية، على أن تنتهي هذه العمليات والأعمال المحسنة له، قبل عيد الشعانين الذي يحتفل به المواطنون - سكان هذا الحي وهذا الشارع بالذات- عادة في نيسان من كل عام.
لكن على ما يبدو أن الأهالي لم يحسنوا فهم كلام المتعهد المكلف بتزفيت هذا الطريق، إذ من المؤكد أنه حين وعدهم بإنجاز العمل قبل عيد الشعانين، كان يقصد بعيد شعانين عام 2008، أو ربما عام 2010، ولعل قصده أكثر بعداً وغوصاً في الزمن القادم، وكما يقول المثل: المعنى في قلب الشاعر، عفواً المتعهد، وهكذا ضاعت الطاسة، ومرت الأعياد تكحلها الوحول، وكانت المفاجأة غير المتوقعة وغير المتأملة، هروب المتعهد وانسحابه بين ليلة وضحاها، ليترك الشارع بمطباته وحفرياته وبقايا الردم فيه على حالها، فما كان من الأهالي إلا أن قاموا بالتوجه إلى المحافظة والبلدية للوقوف على الحقيقة ومعرفة أسباب انسحاب المتعهد أبي الوعود، لكن موظفي المحافظة تهربوا وتنصلوا من المسؤولية، وتعاموا وتطارشوا عن مطالبتهم بتزفيت الشارع، أو إعادته كما كان، متذرعين بحجة أن موضوع الشارع بحاجة إلى تأني ودراسة خاصة وجديدة، وأن نصف حي الدويلعة مهدد بالهدم والزوال من الوجود!!
لكن هذه اللعبة لم تمر على الأهالي، فبحثوا في القضية حتى كشفوا اللعبة، وتبين لهم في النهاية أن سبب التأخير إنما يعود إلى رغبة المحافظة في إعطاء مناقصة التزفيت لمن يدفع أكثر من أصحاب النهم والجشع، والشريك الذي سيملأ جيوب شركائه الحكوميين بعد أن تراجع المتعهد السابق عن هذا الأمر..
وهكذا يئس الأهالي من الذهاب إلى المحافظة والبلدية، ورضخوا لواقعهم الراهن بعد أن صمت المحافظة آذانها عن طلباتهم المتكررة بإصلاح الطريق وتزفيته..
الطريق إلى الدويلعة لا يصلح اليوم سوى لوسائط النقل القديمة (العربات والحمير) فإلى أعياد أخرى يا أهالي الدويلعة، وطرقاتكم أكثر تزفيتاً، وحالكم أقل سواداً وزفتاً.. وكل عام وأنتم بخير... حتى لو جاءت متأخرة!!