تعا... نحسبها... +,- ,× , ÷

خروجاً عن المألوف في تحميل الطالب الجامعي كامل المسؤولية في الفشل والرسوب... وانطلاقاً من معطيين اثنين..

الأول... ما جاء على لسان معاون وزير التعليم العالي في ندوة الثلاثاء الاقتصادي (المحاضرة للسيد الوزير) إن الوزارة تعاني من وهن في بعض كوادرها التعليمية..

الثاني، يتعلق بشرط القبول الجامعي - قسم اللغة الانكليزية / جامعة دمشق مثالاً- حيث يجب على الطالب الناجح في الثانوية العامة تحقيق علامة 29 من 30 للفرع العلمي و37 من 40 للفرع الأدبي.. شروط دقيقة ومحددة شديدة الوضوح، توحي للمراقب من الخارج أن القادمين الجدد - المتفوقين نظرياً في اللغة الانكليزية- باستطاعتهم اجتياز هذا الاختصاص بالسرعة المحددة في أنظمة الجامعة...

وبمتابعة إحصائية جدية لعدد المستجدين والخريجين في هذا القسم نجد أن عدد الداخلين الجدد يقدر سنوياً بـ 1600طالب، بينما عدد الخريجين لا يتجاوز 250 طالباً... هذه الأعداد القليلة من الخريجين تؤدي إلى تراكم أعداد كبيرة من الطلاب في السنوات الثانية والثالثة والرابعة ليصل عددهم في السنوات الأخيرة لأكثر من 4000 طالب في السنة الواحدة (يمكن مراجعة الرقم الامتحاني لأي سنة في اللوحات الإعلانية) تعثر طلابي في الانتقال للسنة الأعلى وصولاً للتخرج، وهو ما تعكسه الأرقام السابقة، وتفسره علمياً ظاهرة متكررة معممة في هذا القسم، تتعلق بنسب النجاح المنخفضة، والتي تصل إلى 17% في بعض مواد السنة الثالثة والرابعة. ودلالات الأمر الحسابية هي أن عدد الناجحين في كل دورة امتحانية في هذه المادة هو:

4000 ×17% = 680 طالباً

ويعني هذا أننا بحاجة إلى 5.9 دورة امتحانية ليجتاز هؤلاء الطلاب في تلك السنة هذا المقرر الامتحاني فقط بفرض عدم وجود مقرر آخر نسبة النجاح فيه مشابه لسابقتها أيضاً...

5.9 دورة امتحانية تعني ثلاث سنوات إضافية لغالبية الطلاب، فإذا كان الطالب في السنة الرابعة وكانت هذه النسبة في إحدى مواد السنة، فسيحتاج الطالب لثلاث سنوات تضاف إلى التي قضاها للوصول للسنة الرابعة. والنتيجة العلمية التي بين أيدينا تثبت أن مدة الدراسة الوسطية في هذا القسم لمعظم الطلاب هي 7 سنوات على الأقل، والحقيقة أنها تصل (ميدانياً) لأكثر من 10 سنوات في حالات كثيرة!

إحكام وشبه إغلاق لقنوات ومنافذ التخرج في هذا القسم، هدر مبرمج للزمن وضياع بين الحياة الجامعية التي يجب أن تنجز وبين المستقبل الذي يتسارع بمسار معاكس للطموحات. يدخل الطالب دوامة الحيرة والتعب النفسي والجسدي.. تتقلص خياراته، تتلاشى طموحاته... ورهانه على العلم ربما خذله، ولا يعرف باباً آخر..

واقعاً لا تحكمه العواطف والتوصيف، ولكن تضبطه الأرقام ومنطقها، والحساب ونتائجه، وما يترتب عليه من تبعات اجتماعية واقتصادية وعلمية، ويتطلب النظر إليه من زاوية أخرى غير المعهودة، وتعيد أسباب الرسوب إلى نقطة البداية، وتدفع باتجاه إضافة عوامل أخرى لأسباب الرسوب متجاوزة تقصير الطلاب فقط، لتنتقل إلى نظرة أخرى مرتبطة ببعض الوهن المتعلق بالكوادر التعليمية وكفاءتها وقدرتها، وغياب الضوابط في إدارة الجامعة لمراجعة ومحاسبة المسببين لهذه الظاهرة ولو عن غير قصد، أو نتيجة عجز. وبالطبع دون أن ينتقص ذلك من شأن الأساتذة الكبار في الجامعات السورية الذين أسسوا لحركة علمية لا يمكن تجاهلها خلال العقود الماضية أوصلت الكثير من شبابنا إلى...

 العالمية...

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 17:42