الشرع: عمر الإمبراطورية الأمريكية قصير.. نداء.. لا لرفع الدعم!

شهدت الأيام الأخيرة عودة الفريق الاقتصادي في الحكومة للحديث مجدداً عن رفع الدعم، الأمر الذي أحدث قلقاً متزايداً واستياءً في صفوف الجماهير بشكل عام، ولدى الشرائح الأكثر فقراً في المجتمع السوري بصورة خاصة، كما أنه أثار استغراب القوى والشخصيات الوطنية والمنظمات الشعبية، وخلق لديها تساؤلات عديدة حول التوقيت والمبررات والجدوى، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة التي تتعاظم فيها الضغوط الخارجية على سورية مستهدفة نهجها المقاوم، وأمنها واستقرارها واستقلالها الاقتصادي وسيادتها الوطنية.

والمؤلم أن هذا الطرح الخطير، يأتي في وقت كان الناس فيه ينتظرون من حكومتهم المبادرة لتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية، من خلال رفع الأجور لتتناسب مع الارتفاع المتزايد للأسعار، والحد من الغلاء، والارتقاء بمستوى الخدمات العامة كالكهرباء والنقل والسكن ومياه الشرب.. بعد أن عصفت بها الأزمات، فتراجعت إلى حدود غير مسبوقة، والمفاجئ أن طرحا كهذا يأتي مخالفاً لما جاء في خطاب القسم الذي أكد فيه السيد رئيس الجمهورية على استمرار الدولة في دعم مواطنيها رغم كل الضغوط.
وبغض النظر عما يقال عن «إعادة توزيع الدعم لمستحقيه»، فإن رفع أسعار المشتقات النفطية، وخاصة المازوت، سيؤدي إلى إطلاق موجة جديدة من الغلاء والتضخم أكبر من سابقاتها، بحيث لا يمكن للأفكار المتداولة حول التعويضات أن تغطيها، أو تخفف من وقعها.
إن رفع الدعم بأبعاده وتداعياته الاقتصادية – الاجتماعية، في ظروف المواجهة الحالية مع المشاريع الإمبريالية الأمريكية – الصهيونية، يتناقض مع متطلبات الأمن الاجتماعي والاقتصادي الذي يُعدّ عماد الأمن الوطني، ويتسبب بضرر كبير على الوحدة الوطنية وصلابة المجتمع السوري، ويسهّل على أعداء البلاد محاولات تمرير مخططاتهم العدوانية والتفتيتية، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً..
لذلك، نحذّر بشدة – نحن الموقعين أدناه- من خطورة هذا الطرح، خصوصاً وقد تم طرح السيناريو الأول له ونشره في وسائل الإعلام، وندعو إلى إيقاف «التشويش» حول هذا الموضوع، حفاظاً على كرامة الناس وسلامة البلاد ووحدتها.

دمشق - 23/8/2007

• الموقعون:
د.عصام الزعيم ــ  د.منير الحمش ــ  د.إحسان البعدراني ــ  حنين نمر ــ د.قدري جميل ــ  محمد صوان ــ  عبدالقادر نيّال ــ  ابراهيم اللوزة ــ حسني العظمة ــ  محمود عبدالكريم ــ  معن الشيشكلي ــ  مجد نيازي الطباع ــ هناء الحسيني ــ  ابراهيم اليوسف ــ  عدنان درويش ــ  سميح شقير ــ حمزة منذر ــ  د.داوود حيدو ــ  نضال السيجري ــ د.علي حيدر ــ د.محمد حبش ــ د. باصيل دحدوح ــ د. نبيل مرزوق.