الفساد في التعليم المفتوح..أسئلة برسم وزارة التعليم العالي؟؟
اشتد فساد المعنيين بشؤون التعليم المفتوح في سورية، وإدارته، ولم يعد الطلبة قادرين على تحمل المزيد من الظلم في ظل الانتهاكات التي تعترضهم، وتؤثر سلباً على مستقبلهم، لا بل يصل الحد بهم أحياناً (أي موظفي التعليم المفتوح)، إلى شتم الطلبة. وإذا كان التعليم المفتوح، نظاماً طبق لاستيعاب الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالجامعات الحكومية النظامية، نتيجة القيود وفرض الحدود القصوى المسموح بها لعلامات القبول الجامعي، وكذلك العجز عن تحمل تكاليف الالتحاق بجامعة خاصة، ومنها ما يتردد الحديث حول مصداقيته في هذه الأيام، فهو بالتالي نظامٌ، غالبية طلبته من الشرائح محدودة الدخل، أو ما دون ذلك، ممن اضطروا للالتحاق بهذا القسم، أو الكلية، لإتمام التعليم الجامعي.
شيء جميل أن تتدخل الحكومة في فتح أبواب جامعة غير باهظة التكاليف، وتستوعب كماً كبيراً من الطلبة، لكننا نأمل ألا تكون هذه الجامعة فخاً للنيل من الطلاب، وفصل طبقات المجتمع عن بعضها «أعني الشرائح الطلابية الغنية التي تدرس في الجامعات الخاصة، عن طلبة التعليم المفتوح من محدودي الإمكانيات». مهما يكن، فهذا شأن الحكومة، وهي تسجل يوماً بعد يوم، أخطاء ضاق المواطن السوري بها ذرعاً، لا نعرف أين يقودها قبطانها، صاحب الخطط المتخبطة.
إن الحلول الآنية الفاشلة في وأد الفساد، في معظم الدوائر الحكومية، كذلك خططها البعيدة جداً عن المطلب الوطني في ظل الظرف الراهن، هي ما خلق اليأس لدى طلبة التعليم المفتوح، الذين بات مصيرهم رهناً بتصريحات المسؤولين، ومنافساتهم، وإثبات شخصياتهم، من مسابقات تحصل في حقل التربية، إلى إكمال دراسات عليا، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك.
إن الطالب، وبعد يأس يسبقه الأمل والانتظار، يصبّ، غالباً، جام غضبه في مواجهة حقيقة نظام التعليم المفتوح، عبر الصحف والمجلات، لطالما علم أن سلطة القلم والصحافة هي الأقوى في الوقت الراهن، دون صدور أي رد، لا بل إن نتيجة الصمت مضنية للطالب، لأنه سيكون عليه إشارة استفهام من الإدارة والكادر التدريسي، وهو ما يحصل غالباً، وهو معاناة بعض الطلبة، وبعض الكادر التدريسي في الجامعة، ودون أن يدركوا أن القلم فحواه أقوى من أية عملية فساد أو فضيحة في الكون.
إن الحل الحقيقي، لايستدعي إشغال كامل الحكومة، أو خلق حالة من عموم الشعب السوري البالغ عدده 20 مليون تقريباً، ولا استقدام خبرات أجنبية، ولاخبراء دوليين، ولا تدخل اليونسكو ولا... ولا...
قد يكون الحل الناجع، حقيقة، هي نظرية المعلم آرتين، والتي كتبها الزميل «حكمت تريكية» في العدد 319 من جريدة قاسيون بتاريخ 18/8/2007، حيث أورد المشكلة وحلها قائلاً: «شوف بابا، حّلو بسيط كتير، إنت بيجيب مسؤول، عينو عالكرسي وقفاه عالشعب، إنت لازم بيجيب مسؤول قفاه عالكرسي وعينو عالشعب».
هذا هو الحل البسيط، أي يجب جلب مسؤول يستطيع استيعاب مهامه وتطلعات الطلاب، والهدف من وجوده خلق حالة تمتين للتعليم المفتوح، والارتقاء به، وعلى هذا المسؤول أن يتمتع برحابة صدر، ويجتمع بين الفينة والأخرى مع طلبة قسم التعليم المفتوح، من كافة الأقسام والكليات، ومن كافة الشرائح، وألا تكون من طبائعه معاندة طالب يرفع صوته مطالباً بحقوقه كجامعي، علماً أن ميزانية التعليم المفتوح، تؤهلها للدخول في مشاريع تهدف إلى زيادة كفاءة الطالب في هذا النظام.
أعتقد أن هذا هو الحل الناجع، وليس الذي يتبعونه حالياً.