سيارات المسؤولين.. مصدر إزعاج

لن نختلف كثيراً حول المقترحات التي قدمتها وزارة المالية بشأن سحب السيارات من قبل بعض الموظفين والإداريين وحسب الرؤية الحالية للوزارة. ولكن من الضروري لفت نظر المسؤولين والقائمين على الشأن العام إلى ظاهرة خطيرة مازالت ترخي بظلالها على نفسية وأداء الكثير من الطلبة سواء تجاه المدرسة أو البيت.

هذه الظاهرة القديمة الجديدة التي يقف فيها أحياناً العشرات من السيارات الفارهة ومن كل الأنواع (مرسيدس ـ بي ام ـ وأودي...الخ) أمام المدارس بقصد انتظار بعض أولاد المسؤولين مع عدد من المرافقين أصحاب العضلات والأجسام الضخمة ونظارات الشمسية.
هذه الظاهر التي لا تؤثر على الطالب وتخوفه فقط بل تؤثر حتى على المعلم الذي لا يملك دراجة هوائية لنقله إلى الدوام في هذا الزمن الذي انتفت فيه مقولة قم للمعلم وفه.....
إن إقرار إدخال علامة السلوك في معدل الدرجات التي يحصل عليها الطالب لن تجدي نفعاً إذا بقيت هذه الظواهر الخطيرة التي تكرس ظاهرة الاختلاف بين الغني والفقير وتجعل أولادنا يسألوننا مئات الأسئلة المحرجة عن هؤلاء المرفهين في كل شيء ونحن لا نملك حتى للتجربة أو إحساسهم بما يعيشونه رفاقهم للحظات أو لمرة في الأسبوع لأننا أحياناً وبالفعل لا نملك نقوداًَ تكفي لأجرة التكسي الذي سيقلهم إلى المدرسة ولو أنها صفراء وليست شبح وسوداء اللون وإذا كانت علامة وضعت كرادع لبعض الطلاب **** على الأساتذة والمدرسة فإن هذه الظاهرة تزيد هذه النمرتة أكثر وأكثر ولعل «علقة» واحدة بين أحد هؤلاء وأحد المعلمين يجعل المدرس يكره الساعة التي درس فيها وأصبح أستاذاً لأن أبسط كلمة سينالها من ذاك المتعجرف «روح وأحمص ما عندك اطبخه» فما رأي وزارة التربية؟