نسب للنجاح أم للرسوب
صدرت النتائج الامتحانية بعد التأخير المسبوق والمخاض العسير والولادات القيصرية لمعظمها، واضعةً الطلبة أمام ذهول مضامينها الخلبية وتحت تأثير جاذبية نسبها المغناطيسية.
عام دراسي ماض إلى نهايته حمل اقتطاع 20 % من طلاب التعليم المجاني لصالح التعليم الموازي (مسبق الدفع)، لتليها خطوات ممنهجة، تمثلت بصعوبة الأسئلة الامتحانية وزخم كبير من التعجيزات، وصولاً لمفاجأة الموسم المتمثلة بإصدار النتائج بنسبها المتدنية بشكل شبه كلي لمعظم الكليات، وكان هناك تناغم بين سياسة الفريق الاقتصادي الساعية لخنق المواطن بإيقاف دعم المواد الأساسية ورفع الأسعار والحفاظ على معدلات البطالة، والسياسة التعليمية الهادفة للتخلي التدريجي عن التعليم المجاني ورفع معدلات القبول الجامعي وتجميد نسب النجاح تماشياً مع الأجواء «السيبيرية» السائدة.
وخير دليل على ما نقول تمثل بالفضيحة الكبرى التي كانت كلية التجارة ساحة نشأتها وميدان صراعها، حيث فوجئ الطلبة في صباح أحد الأيام، وبعد طول انتظار، بإصدار نتائج مادة مبادئ التأمين للسنة الثالثة/ قسم المصارف، وإنزالها في لوحة الشرف متضمنة عدد الناجحين: لا أحد!! ونسبة النجاح صفر %.
والسبب في ذلك حسب شهادات الطلاب، يعود بالدرجة الأولى لدكتور المادة الذي حصر دراستها بموجب نوطتين: الأولى حسب رأيه ضرورية، والثانية غير مهمة، لتأتي الأسئلة بعكس ما تشتهي السفن، مناصفة بعدد الأسئلة، 25 سؤالاً من كل نوطة.
ومهما كانت التبريرات والأعذار، ألا يخجل أصحاب العلاقة من إعلان نتائج كهذه، وخصوصاً المدرس الذي يعتبر جزءاً من عملية تضليل الطلبة، والمسبب الأول لها؟
وهل يعقل أن يكون كل الطلاب المتقدمين لامتحان هذه المادة أغبياء حتى يرسبوا جميعهم في هذا المقرر؟ وإذا كانوا كذلك فكيف وصلوا إلى السنة الثالثة!؟