حمزة منذر في احتفال الجلاء: لا يمكن تحرير الجولان ومواجهة الأخطار إلا بالمقاومة الشعبية الشاملة
تكريساً لتقليد سنوي بدأ منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي، احتفلت أعداد كبيرة من الجماهير السورية بعيد الجلاء على تخوم المناطق المحتلة في الجولان الصامد..
فمنذ صبيحة يوم الخميس السابع عشر من نيسان اتجهت آلاف الحافلات والسيارات المكتظة بالناس إلى مدينة القنيطرة، وقرى «عين التينة» و«بير عحم» و«جباتا الخشب» وغيرها من القرى الملاصقة للأراضي المحتلة، مرفوعة عليها الأعلام السورية والشعارات الوطنية..
وقد شاركت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بهذه الاحتفالات، ودعت إليها، وكان لها حضور مميز في كافة القرى والمناطق التي تواجدت فيها..
وفي جباتا الخشب حيث أقيم احتفال مركزي كبير، كانت للجنة الوطنية مشاركة كبيرة ومتميزة بالاشتراك مع الرفاق في فصيل «النور»، وألقى الرفيق حمزة منذر كلمة باسم رئاسة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين جاء فيها:
«أيتها الرفيقات، أيها الرفاق:
عيد الجلاء هو أعظم أعيادنا الوطنية، صنعته الجماهير الشعبية وآلاف الثوار من شمال الوطن إلى جنوبه. آلاف الشهداء أثبتوا أن الإرادة السياسية للمواجهة يمكن أن تحرر الأوطان، لأن الوطن لا تحرره المعلقات الكلامية بل يتحرر تحت الراية الوطنية، وتحت الشعار «هبوا إلى السلاح»، «الدين لله والوطن للجميع».
خاض آباؤنا وأجدادنا معارك الجلاء منذ معركة ميسلون حتى انتصارنا النهائي، وهذا ما جعل الجنرال ديغول يعترف «واهم من يعتقد أن بالإمكان إركاع سورية».
نحتفل بعيد الجلاء والجولان ما زال تحت الاحتلال، والوطن كله في خطر، والعدوان الإمبريالي الصهيوني متوقع في أية لحظة. ومن هنا لا يمكن تحرير الجولان ومواجهة الأخطار المحدقة بالوطن إلا بالمقاومة الشعبية الشاملة، وإذا أردنا أن نحرر الأرض وأن نقاوم الأخطار، فلا بد أن نسلك سلوك الأشاوس الأبطال أمثال يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي وأحمد مريود وسعيد العاص ومحمد الأشمر وسعيد آغا الدقوري وعقلة القطامي وآخرين كثر لا نعرفهم، لكننا نعرف أعمالهم ومآثرهم وتضحياتهم.
إن الوطنية الحقيقية الآن وتعبئة قوى المجتمع للدفاع عن الوطن، تقتضي أن نربط الأمن الوطني بالأمن الاجتماعي، خصوصاً أن هذا الأخير أصبح جبهة أمامية يجب ألا ينفذ منها أعداء الخارج، وهذا يتطلب اجتثاث قوى النهب والفساد ورحيل هذا الفريق الاقتصادي الذي لا يرى أموالاً لموازنته الافتراضية إلا من جيوب الفقراء. إن الدفاع عن الوطن يتطلب الدفاع عن كرامة المواطن.. المجد لمن صنع الجلاء، المجد للمقاومة من ميسلون إلى مارون الراس إلى العراق إلى فلسطين البطلة إلى لبنان إلى الشارع العربي الذي يطالب بالمقاومة الشاملة، بعكس أولئك الذين جروا عربة غورو، أو الذين وقعوا في كامب ديفيد، أو الذين وقعوا في وادي عربة، أو الذين يصطفون في الطريق ليوقعوا اتفاقيات الذل والخيانة. كما في الأمس شاهدنا ليفني في قطر تقول: «إننا في إسرائيل وعرب الاعتدال، نحن أعداء إيران وحزب الله».
خسئت هي ومن استقبلها ليس هناك مقاوم في الأرض إلا ويحمل أشرف وأنبل قضية في العالم المعاصر.
المجد للمقاومة.. المجد للمقاومة.. المجد للمقاومة»!