البرد.. والسخّانات.. والمسؤولون
عزيزتي قاسيون كلّي ثقة أن قلبك الكبير سيتسع لمشاكلي المهنية التي لا تنتهي في دائرتي الحكومية، وأنت يا عزيزي القارئ لا تضجر مني لأنني كالآخرين في هذا الوطن العزيز في جعبتي ما يكفيني ويكفي البلد من هموم..
إليكم ما حدث معي:
كنا جالسين أثناء تأدية العمل الرسمي في مطحنة الجزيرة، وإذ بأحد الزملاء يخبرنا بأن مدير الفرع مع حاشيته الموقرة في جولة تفتيش على غرف الموظفين، وعلى غفلة منهم لمراقبة السخانات الكهربائية، وهنا رجعت بي الذاكرة كشريط سينمائي إلى أيام المدينة الجامعية حيث كنا بسبب البرد القارس نضطر إلى تشغيل تلك السخانات الصغيرة لتدفئة الغرفة، حيث التدفئة المركزية كالعادة لا تعمل أو معطلة لأسباب نجهلها، فإذا بإحدى الزميلات تصيح على عجلة: خبئوا السخانات يا بنات المشرفة قادمة..
وهكذا خبأنا تلك السخانات التي نضطر لاستعمالها لأن الوقود كالعادة غير متوفر، وأحياناً يتم تشغيلها بشكل نصفي حتى يوفروا ما يمكن توفيره لخزينة الدولة.. (على حظنا التوفير هلأ صار بس الوقود)..
عزيزي القارئ: ماذا أفعل؟ انصحني.. أدرك تماماً أن استعمال تلك السخانات ممنوع قانوناً، لكن، هل أتحمل البرد في غرفتي وأنا قابعة طيلة الدوام على الكرسي أعمل.. في حين البعض الآخر يشغل مكيفات الغاز إلى جانب التدفئة المركزية؟
هنا أتوجه إليك أيها المسؤول:
إن كنت غيوراً على المصلحة العامة إلى هذه الدرجة فلتبدأ بنفسك أولاً، لأنك القدوة والمثل الأعلى، وتعامل معنا بشكل حضاري أكثر.. لسنا مجرد أداة تعمل وقت ما تريد.. فليكن عمل الفرد هو الحكم الفاصل... ولتحكّم ضميرك في تعاملك مع الآخرين..