«طبقة» و«وادي السوس» بلا هاتف أرضي..

تقع قرية طبقة «طبكة» التابعة لمنطقة المالكية في محافظة الحسكة، بمحاذاة حقول كراتشوك للنفط، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد عن ثلاثة آلاف نسمة، وتتبع لها من الناحية الإدارية قرية وادي السوس التي يقطنها نحو ألفي نسمة، وبالإضافة إلى كل ما تعانيه هاتان القريتان من تدهور في الخدمات العامة بسبب عدم وجود مجلس بلدي في أي منهما حتى الآن، فإنهما يعانيان أيضاً من انقطاع الخطوط الهاتفية منذ فترة تزيد عن شهر، مما جعلهما في حالة شبه انعزال عن العالم الخارجي. 

ومن المعروف أن هذه القرية تتبع للمقسم الهاتفي الموجود في قرية تل عدس، الذي يخدم ثماني قرى أخرى، إلا أن هذا المقسم يعاني من ضعف المستوى الفني للموظفين المشرفين على تشغيله، إذ يعملون بإهمال ومزاجية شديدة، مما أدى إلى حدوث فوضى شديدة في الخطوط الهاتفية المخصصة لتلك القرى.

 إن المشرفين على المقسم يقطعون الخط الهاتفي عن بعض المواطنين بشكل مستمر، ولا يعيدونه إلا مقابل رشوة، وعلى حساب مواطنين آخرين، فيضطر هؤلاء المواطنون بدورهم إلى دفع رشاوى لإعادة الحرارة إلى هواتفهم، وهكذا يستمر مسلسل الرشاوي وقطع الخطوط الهاتفية على مدار السنة، ورغم هذا الوضع المأساوي فإن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. فمنذ شهر انقطعت جميع الخطوط الهاتفية في قريتي الطبقة ووادي السوس، والتي يبلغ عددها 300 خط، وكانت حجة المسؤولين عن مقسم تل عدس أن الكبل الرئيسي الذي يخدِّم القريتين قد احترق، وبعد العديد من الشكاوى والمطالبات التي قدمها أهالي القريتين، جاءت لجنة فنية من مدينة القامشلي إلى المنطقة، وقامت بتصليح الخطوط المعطلة. ولم يمر أسبوع حتى انقطعت كل الخطوط من جديد، وقيل إن سبب الانقطاع هو احتراق الكبل الرئيسي من جديد بفعل سيجارة مشتعلة!!! وكان من المقرر قدوم لجنة فنية أخرى لإصلاحه، انتظرها أهالي القريتين لمدة أسبوعين، ولكنها لم تأتِ حتى ساعة كتابة هذا المقال. وقد علّق أحد أهالي المنطقة على ذلك بالقول: «لو كانت اللجنة قادمة على ظهر حمار أعرج، لكانت قد وصلت منذ فترة طويلة!!» 

وهكذا، ما تزال القريتان معزولتين دون أي وسيلة اتصال سلكي، بكل ما يحمله هذا من جور إنساني وخسائر لخزينة الهيئة العامة للاتصالات، وقد وجد الأهالي أنفسهم مضطرين للاعتماد على الهواتف الخلوية للإتصال بذويهم من العمال والطلاب الذين يقطنون بعيداً عن المنطقة في المدن الكبرى، مما جعل الكثير من الناس يخمنون هوية المستفيد الحقيقي من انقطاع الخطوط الهاتفية عن القريتين، مع العلم أن طول الكبل المحترق لا يزيد عن خمسة أمتار، ولا يحتاج إلى الكثير من الجهد لإصلاحه، ويمكن أن يتم تلافي المشكلة بشكل دائم وذلك عبر وضع علبة توزيع الخطوط في صندوق واق يحميها من العبث أو وصول المياه والأمطار إليها. 

آخر تعديل على الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2016 15:08