سياحة على طريقة بلدية «جورين» ثمة أشياء تباغتك بالألم والأسف في لحظة غير متوقعة..
على أطراف الجبال الساحلية حيث الطبيعة الساحرة، وفي الطريق الجميل المؤدي إلى مدينة صلنفة السياحية، وبعد بلدة جسر التوتة بنحو أربعة كيلو مترات، وعند التقاء قناة الطلياني مع قناة الأماني على مجرى نهر العاصي، توجد رقعة أرض مستطيلة الشكل مساحتها حوالي خمسة دونمات، كانت ذات يوم ساحرة الجمال، ولكن بلدية جورين حولتها إلى مكب للنفايات والقمامة بشكل يدعو للدهشة!
وبينما كان المسافر يترجل من السيارة ليلقي نظرة على هذا المشهد الجميل عندما تختلط مياه قناة الطلياني مع قناة الأماني مكونة شلالاً صغيراً، أصبح اليوم يزيد من سرعته لكي لا يرى هذه المناظر البشعة، ولكي لا يشم تلك الروائح الكريهة..
والمؤلم أكثر أن أكياس القمامة امتدت إلى وسط الطريق، ومع هطول الأمطار سببت هذه القمامة حوادث سير كثيرة، منها على سبيل المثال تدهور سيارة مرسيدس حكومية نتج عنها غرق السيارة وسائقها، كما أدت أيضا إلى انزلاق ميكرو سرفيس يعمل على خط قرية نبل الخطيب إلى قعر النهر..
والأكثر إثارة للاشمئزاز أنه مع اشتداد الرياح والعواصف تتطاير الأتربة والأوساخ من المكب إلى المناطق القريبة منه، مسببةً الأوبئة والأمراض، ومنها ما يسقط في مجرى النهر، فتحمله المياه إلى الحقول والمزارع التي تروى بهذه المياه، ولنتخيل أية محاصيل من خضراوات وثمار سيأكل الناس حينها، علماً أن بعض البدو الرحل يشربون هم ومواشيهم من مياه هذا النهر!!
إن أهالي المنطقة يطالبون بلدية جورين أن تفتش عن نقطة يتم اختيارها بعناية وجعلها مكباً، وترحيل هذه النفايات المتراكمة المسيئة للأحياء والطبيعة إلى المكب الجديد بأسرع وقت ممكن..