زهير مشعان زهير مشعان

الذرة الصفراء.. التّجار ومن يدعمهم تآمروا.. والحكومة تبتلعها دون ثـمن!؟

لا يكاد المواطن يرفع رأسه لالتقاط أنفاسه من حفرة أوقعته الحكومة ومن معها فيها، حتى يقع في حفرة أخرى أعدّتها له. والفلاحون كمواطنين منتجين، نالهم ما نالهم من هذه الحفر، فمن ارتفاع مستلزمات الإنتاج إلى التلاعب بها في السوق السوداء إلى رفع الدعم عن المازوت إلى قوانين الاتجار والاستثمار و..و.. والحبل على الجرار،  وآخرها ما جرى مع محصول الذّرة الصفراء الاستراتيجي.

وقبل الخوض في التفاصيل نؤكّد لمن ينتقدنا محاولاً إعفاء نفسه من المسؤولية بقوله: «إنكم تنتقدون الطاقم الاقتصادي وبعض أعضاء الحكومة وتتجاهلون بأن هناك من وراءهم ومن يحميهم»، أننا لا نغفل الفاسدين أينما كانوا، فنحن ضدّهم جهارةً، ولكننا لسنا وحدنا، فإلى جانبنا الكثير من الشرفاء، لذا لم، ولن تخدعنا الثنائيات الوهمية وتضللنا عن طريقنا الأساس الذي مقياسه كرامة الوطن والمواطن.
ونعود إلى فلاحينا الذين يستنزفون حتى آخر قطرة من عرقهم ودمائهم، فقد أوقعتهم الحكومة في حفرة تسويق واستلام محصول الذرة الصفراء، وبفضل تكاتف الشرفاء ومنهم اتحاد الفلاحين، أُلزمت الحكومة باستلام كامل المحصول الذي تلاعب به التجار والمتنفذون الفاسدون، لكن الفلاحين لم يفرحوا كثيراً، إذ وقعوا في حفرة قبض قيمته، فقد مضى على تسليمهم المحصول أربعة أشهر ولم يحصلوا على ليرة واحدة حتى الآن، وتقدر قيمته في دير الزور بحوالي 600 مليون ليرة، وقد وصلتنا الكثير من الشكاوى بهذا الخصوص، فاتصلت قاسيون بمدير فرع الأعلاف بدير الزور المهندس يحيى الراوي الذي أكد أنه لم يصلهم أي مبلغ من المؤسسة العامة للأعلاف، وأن لا أفق واضحاً لها. القضية عامة وواسعة، ولا شكّ أنها معاناة الفلاحين في كل أنحاء الوطن، وإذا تابعنا السلسلة سنصل إلى وزارة الزراعة والطاقم الاقتصادي والحكومة ومن وراءها، وهنا نتوجه بالسؤال إلى المسؤولين أنّى كان موقعهم: ألم تفكروا كيف سيعيش هذا الفلاح هو وأسرته ولا مورد له؟ وكيف سيتمكن من شراء مستلزمات إنتاج موسم القطن القادم من بذار وسماد وغيرها؟ خاصة أن السماد قد أوقف بيعه في المصارف الزراعية، وبالتالي وصل سعر الكيس في السوق السوداء إلى أكثر من 900 ليرة، أي ضعف قيمته الحقيقية، والتي لا يخفى على أحد من يغذّيها، لأن المادة محصورة بيد الحكومة، أم أن المقصود هو القضاء على الزراعة؟؟
إن ما يحدث لم يعد أخطاء عابرة وإنما فوضى (خلاقة) مخطط لها، تهدف إلى أخذ الوطن من الداخل عبر المزيد من البؤر والحفر، ويجب على الشرفاء في الوطن التكاتف ومواجهتها وجهاً لوجه، خاصةوأنها لم تعد خافية على أحد!!