احتجاج في المزة 86.. والمحافظة ترد: هذه مشكلتكم..!

احتجاج في المزة 86.. والمحافظة ترد: هذه مشكلتكم..!

جاءت إنذارات محافظة دمشق بالإخلاء لسكان حارة المغارة في منطقة المزة 86/مدرسة، لتكون تهديداً جديداً بتشريد عدة عوائل، فقدت منازلها جراء الأزمة الكارثية ، والتي تعتاش بمدخول بسيط، لا يكفي لتأمين أساسيات الحياة.

 

محافظة دمشق وعوضاً عن طرح حل مناسب ولائق بالمواطنين، كانت الإنذارات واقتراح تأمين مراكز ايواء للسكان،  للانتقال إليها بشكل مؤقت ريثما يجدون مكاناً بديلاً بأنفسهم، جُلّ ما قدمته. 

الانهيارات مستمرة والمحافظة تنذرهم

سكان حارة المغارة التي تعتبر منطقة مخالفات كما المزة 86 كلها، اشتكوا، صعوبة الحال، والتهديد الجديد الذي يواجهونه، بعد أن كان انزياح الأرض من تحت منازلهم يهدد حياتهم يومياً، إما بانهيار المنازل جراء تصدع الجدران، أو بانهيار الطريق المؤدية للحارة، والتي تكررت مسببة إصابات بين السكان هناك في حوادث سابقة.

واستناداً لحديث بعض الأهالي، فقد تكررت حوادث الانهيار في المنطقة على مدار السنوات السابقة،  حيث انهارت منذ حوالي ثلاث سنوات غرفة بصاحبها الذي اصيب  إصابات بالغة، وتكرر الانهيار منذ سنة تقريباً، مع انهيار محرس بمن فيه، فيما انهارت منذ حوالي الشهر، الطريق المؤدية للحارة بعمق 8 أمتار وتم ردمها.

طلبوا المساعدة فأتاهم الإنذار

«إحداث مجرور للصرف الصحي مراعياً للشروط الفنية، هو ما نحتاجه فقط من المحافظة» هذا ما أوضحه السكان في تلك الحارة، حيث يعانون بشكل أساسي من انسداد وطوفان المجرور الحالي، والذي قاموا بحفره بأنفسهم بشكل عشوائي غير تخصصي، كون منطقتهم عشوائية ومخالفة.

لكن، طلب المساعدة من المحافظة في إحداث مجرور صرف صحي جديد ومطابق للمواصفات السليمة، كان السبب في يقظة مفاجئة للمحافظة، حيث تم توجيه إنذارات بالإخلاء بعد زيارة عناصر البلدية وأعضاء مجلس المحافظة، وجاءت التحذيرات من خطورة الوضع، كما حملت المحافظة سكان المنطقة المسؤولية في حال البقاء في منازلهم ووقوع أي حادث،  فالأرض تنزلق وغير ثابتة والمنازل آيلة للسقوط  في أية لحظة مهددة حياة الجميع.

المحافظة للساكنين استأجروا خارج الحي المهدد

العيش في منطقة كهذه، لم يكن خياراً سهلاً، بل كان أمراً مفروضاً على معظم سكان هذه الحارة، الذين اختاروا الاحتماء في منازل ضيقة بسقوف من صفيح، عوضاً عن النوم في الحدائق والشوارع، إذ أن معظم قاطني حارة المغارة من ذوي الدخل المتدني وبعضهم نازحين.

ومن جهتها أكدت محافظة دمشق على لسان مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق أن «المنطقة المذكورة تعتبر منطقة مخالفات، وغير مستقرة جيولوجياً بسبب تحرك طبقات التربة بعد هطول الأمطار أو نتيجة للحر الشديد».

وتابع في تصريحات صحفية: إن الحارة واجهت انهيارات سابقاً، حيث وجهنا إنذارات للسكان بإخلاء المنطقة، داعياً المستأجرين كافة للخروج منها، فهم من وجهة نظره قادرين على الاستئجار في مناطق أخرى وغير مضطرين للبقاء تحت تهديدٍ مستمر، علماً أن الإيجارات في تلك المنطقة متدنية جداً ولا يمكن الحصول على منزل بالأجرة ذاتها خارج المنطقة، عداك عن صعوبة العثور على منازل للإيجار في دمشق بشكل عام.

المحافظة تتهرب من مسؤوليتها

وحول آلية تعويض سكان حارة المغارة في حال تم إخلاء المنطقة، أوضح مدير دوائر الخدمات أن «محافظة دمشق لا تتحمل مسؤولية بناء المخالفات في منطقة خطرة» سواء في هذه المنطقة أو غيرها، لافتاً إلى أنه «من الناحية الإنسانية ستؤمن المحافظة مراكز إيواء يمكن للسكان الانتقال إليها ريثما يعثرون على سكن بديل، رغم رفض الأهالي للفكرة وعدم تصديقهم لحجم الخطر المحدق بهم». 

وتقع حارة المغارة على درب تكهفات وفوالق قديمة عمرها مئات السنين تمتد من منطقة الربوة مروراً بالحارة الغربية في منطقة المزة 86 وصولاً إلى قطنا.

ساعدوهم بدل أن 

تنذروهم فأنتم الحكومة

الإنذار بالإخلاء بشكل عام، يشكل صدمة لسكان أية منطقة وهو ليس بالأمر السهل، إلا أن القضية تكون أشد وقعاً في أماكن المخالفات، حيث تعتبر الدولة نفسها غير معنية بتعويض سكان تلك المناطق، رغم أن تشييد مساحات واسعة من الأبنية المخالفة سيكون بالنتيجة ناجماً بشكل أو بآخر عن تقصير حكومي من نواحي عدة منها: عدم تأمين سكن بأسعار مناسبة، أو تسهيل تشييد الأبنية المخالفة عبر المحسوبيات ، وكأن أحزمة الفقر كلها والمناطق السكنية العشوائية التي تلف دمشق قد شيدت في غفلة عن الحكومة وخارج إرادتها، لتكتفي إذا ما ألم خطب ما يهدد الآلاف من المواطنين أن تقول (ما دخلني) فبدل أن تنذروهم ساعدوهم فأنتم الحكومة.