مراكز الدعم المحدثة في حماة.. بؤر فساد!
استبشر المواطنون خيراً عندما تم التوجيه بزيادة عدد مراكز توزيع الدعم النقدي لمادة المازوت من خلال مراكز البريد والهاتف، وذلك بهدف تخفيف الازدحام عن مراكز الدعم في المصارف الخاصة والعامة، فقد جاء التوجيه خدمة لأبناء الريف من حيث تخفيف أعباء التنقل إلى المدن، مع ما يعني ذلك من أعباء مادية، ولكن واقع العمل في هذه المراكز المستحدثة والتجاوزات التي تحصل فيها من وضع العراقيل أمام المواطنين للوصول إلى حقهم في البدل النقدي تزيد إرباك المواطن، وتجعله عرضة للإهانة والابتزاز من بعض العاملين في هذه المراكز كون تلك المراكز بعيدة عن رقابة اللجنة المركزية في المحافظة، أو قد أوكل العمل بها إلى بعض العاملين ممن لهم سوابق في إساءة مراكزهم الوظيفية، وهذا ما يحصل في مركز هاتف العزيزية في منطقة الغاب الذي يخدم عدداً من القرى في وسط سهل الغاب يزيد عدد سكانها عن 25 ألف نسمة، وبتكليف هذا المركز بصرف قيم البدل النقدي لمادة المازوت كان عليه أن يخدم 5 آلاف أسرة في حين أن ما يصله من مبالغ مالية يومية تتراوح بين 150-200 ألف ل.س، وهذا المبلغ لا يكفي لأكثر من 30-40 مستفيد، وعلى هذه الحال ينتهي فصل الشتاء قبل أن يحصل المواطنون على ما يستحقون من البدل النقدي!..
إن هذا البطء في عملية التوزيع يعتبر مشكلة بالنسبة للمواطنين الذين تتكرر زياراتهم لهذا المركز دون أن يتمكنوا من الحصول على استحقاقهم، ويعود ذلك لأسباب عدة، منها أن المبلغ المحول يومياً إلى المركز لا يتناسب مع عدد المواطنين الذين يتدفقون إلى هذا المركز، والسبب الآخر يعود إلى أن اللجنة تقوم بصرف الشيكات لبعض السماسرة وتجار الفرص المتاحة الذين اشتروا شيكات الدعم بمبالغ أقل من قيمتها ليحتفظوا بأرباح تتراوح من 150- 200 ل.س عن كل شيك قيمته 5000 آلاف ل.س، وهذا ما قاله وأكده عدد من المواطنين المتزاحمين أمام مركز هاتف العزيزية. ولن ينتهي الأمر عند ذلك فقد طلب رئيس المركز من أحد المواطنين أن يكرر توقيعه على أحد الجداول بحجة خطأ في القائمة، وعند اعتراض المواطن على ذلك، وإصراره أن يشطب اسمه من الجدول السابق كي لا يظهر بأنه حصل على مبلغ الدعم مرتين، كانت الموظفة الوحيدة في المركز له بالمرصاد، فأقدمت على توجيه الإهانة له بقولها له: «اخرس وإلا!!... وإن كنت لا تثق بنا فلا تأتي إلينا..».. وكأن المواطن يستجدي منحة منها أو من سواها، أو أن المركز وما فيه طوع أمرها، فهي إن كانت قد حصلت على هذه الوظيفة فلكي تخدم الناس والشأن العام من موقعها، إلا فإن عشرات الآلاف بحاجة لفرصة العمل هذه..
إن المواطنين الذين يراجعون المركز لا هدف لهم في النهاية إلا الحصول على بدل الدعم المازوتي.. ولكن الإرباكات والمماطلة بتفاقم مستمر، وعند سؤال رئيس المركز ولجنته عن السبب في هذا الإرباك وعودة معظم المواطنين دون الحصول على استحقاقهم، أجاب: «إن المبلغ الذي استلمناه اليوم هو 200 ألف ل.س، وقد وزعناه على 40 مواطناً»، في حين يؤكد الناس المحتشدون أن المبلغ الذي تم توزيعه على المواطنين لا يتجاوز 50 ألف ل.س، وقد ذكر بعض المواطنين الذين عادوا خائبين أنهم كانوا يحصون الحاصلين على مبلغ الدعم فرداً فرداً ولا مجال للخطأ، وقد برر رئيس المركز ذلك بأن المواطنين يودعون لديه الشيكات وهو يقوم باستلام المبالغ عنهم، معتبرا ذلك خدمة (إنسانية)، في حين أن الوقائع تشير إلى غير ذلك في ظل ما تسرب من كلام على لسان بعض العاملين بالمركز، وأيضاً ما يتداول من أحاديث بين المحتشدين، ومفاده أن اللجنة طيبة القلب وأقل مبلغ يرضيها 50 – 150 ل.س (ويلي بيطلع من خاطرك)!!
هذا هو واقع سير العمل في مركز هاتف العزيزية في منطقة الغاب، فنرجو من القائمين على أمر تشكيل هذه اللجان ومراقبتها العمل على ردع المخالفين وتصحيح سير العمل في مثل هذه المراكز، فما في الناس من وهن وألم وتعب وجوع وقلق يكفيهم ولا يحتاجون إلى المزيد..
■ يامن طوبر