قلعتا أرواد وجعبر
لا يشك أحدٌ في غنى سورية بآثارها العمرانية غرباً وشرقاً, فحيثما توجهت صادفت صرحاً حضارياً من صروحنا الخالدة, فيزداد حرصك على هذا الوطن الزاخر بأسمى آيات الجمال والجلال والمحروم من صدق الرعاية والعناية. فهذه قلعة أرواد تتوسط البحر على شاطئنا السوري شامخة تتحدى الزمان, تنظر إليها من بعيد فتتمنى أن تغفو في حضنها الدافئ, وبعدما تتجول في أرجائها تتحول بهجتك تعاسةً, وحلاوة لقائك بها مرارة, لما تراه من إهمال واضحٍ لها, فقد ترى فيها أثراً من آثار الترميم, ولكن هذا الترميم أصبح يحتاج إلى ترميم آخر!!
وما تراه في هذه القلعة البحرية ترى أسوأ منه في أختها القلعة النهرية: قلعة جعبر الواقعة وسط بحيرة الأسد على نهر الفرات الخالد فهذه أوضح شاهدٍ على سوء العناية بخيرات الوطن واستمرار الفساد في دوائــرنا, لو كانت هذه القلعة في بلد آخر لكانت من أشــهر المواقع الأثرية ومن أكثرها زيارة وأغناها دخلاً, ولكنها في قلب بلدنا الذي تناست إدارته المحلية النظر في أحواله, كأنها تفكر بإدارة أخرى تستولي عليه, ثم تصونه من آثار الفساد الطبيعي والاجتماعي!
فمتى تعنى إداراتنا المحلية عناية جادة صادقة بآثارنا العمرانية كي تحافظ على قيمتها التاريخية الإنسانية, مؤكدة دورها في تعميق الشعور الوطني والاعتزاز بالوطن؟؟