أهالي «بيانون» في محافظة حلب ضحية المسؤولين والمتعهد

بدأت القصة في عام 2006 عندما قامت بلدية بيانون بالتعاقد مع أحد المتعهدين لتنفيذ مشروع الصرف الصحي في قرية بيانون (الحي الشمالي) التابعة لناحية نبل ـ اعزاز. وقام المتعهد بتنفيذ العمل وتسليمه دون مراعاة أي شرط فني مطلوب، وبشكل أقرب للمهزلة منه إلى العمل. فقد قام المتعهد بالتواطؤ مع المشرفين عليه بحفر مجرور الصرف الصحي الرئيسي بعمق نصف متر بدلاً من ثلاثة أمتار ليوفر بذلك تكاليف الحفر العميق ليتقاسمها مع أولياء نعمته، الأمر الذي أدى إلى أن يكون منسوب الخطوط الفرعية التي ستصب في المجرور الرئيسي أعلى من منسوب بيوت الأهالي، وبشكل يستحيل فيه التصريف الصحي. وقد قامت لجنة الإشراف الفنية باستلام المشروع من المتعهد بعد المعاينة رغم علمهم أنه غير صالح. مع أن الأهالي قاموا باختبار المجرور بعد الاستلام بضخ ثلاثة صهاريج من المياه في خط فرعي واحد ولم يتم تصريف هذه المياه!

أصبح وضع الصرف الصحي في القرية مأساوياً بعد استلام المشروع من المتعهد، فالكثير من البيوت لم تستفد منه بل أصبح هذا المشروع نتيجة عدم التصريف مجمعاً للأوساخ والقاذورات وشتى أنواع الجراثيم والحشرات، ما أدى إلى انتشار الأمراض المختلفة بين الأهالي وخاصة مرض اللشمانيا (حبة حلب)، ولم يعد الأهالي قادرين على العيش بأمان في القرية نتيجة الانتشار الهائل للبعوض وشتى الحشرات، ويشهد مستوصف القرية العشرات بل المئات من إصابات الأهالي باللشمانيا. ونتيجة هذا الوضع المأساوي تقدم الأهالي بعدد من الشكاوى إلى الجهات المعنية منذ بداية عام 2007 وحتى الآن، نذكر منها:

- شكوى إلى الرقابة والتفتيش في حلب بتاريخ 14/1/2007.

- شكوى إلى وزير الإدارة المحلية برقم /132/ بتاريخ 6/2/2007

- شكوى ثانية إلى الرقابة والتفتيش في حلب برقم /248/ تاريخ 10/5/2007.

- شكوى إلى محافظ حلب برقم /6267/ بتاريخ 15/5/2007.

- شكوى إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بدمشق برقم /439/ بتاريخ 5/1/2008.

- شكوى إلى محافظ حلب برقم /276/ بتاريخ 27/11/2008.

- شكوى إلى محافظ حلب الجديد علي أحمد منصورة برقم 6/1066 تاريخ 27/1/2010.

وبعد هذا السرد الموثق لعدد من الشكاوي فإننا نجد أنفسنا مضطرين إلى التوقف عند اثنتين من هذه الشكاوي لنعرف نتيجتها:

الشكوى الأولى: أحد المواطنين ذهب إلى رئيس مكتب الشكاوي في المحافظة فقام بالاتصال برئيس بلدية بيانون يخبره أمام المشتكي بأن لديه مشتكياً عليه وأنه قام بطرده. فإلى أي حد وصل الاستهتار بالمواطنين وحقوقهم؟! وإلى أين وصل الفساد من الجرأة والاستهتار بالقوانين؟!

الشكوى الثانية: (المفارقة) شكوى تقدم بها مواطن إلى محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة تتضمن الشكوى من سوء تنفيذ مجرور الصرف الصحي في حيهم، والمفارقة أن الرد أُعد للمحافظ بطريقة أريدَ بها تضليله، إذ قام المتنفذون في محافظة حلب  بإعداد أمر إلى رئيس بلدية بيانون يطلبون فيه الإسراع باستكمال الدراسة الفنية للأقسام المتبقية. وكأنه ليس هنالك أية مشكلة في الجزء المنفذ!!

إننا نرجو من السيد محافظ حلب أن يحقق في الكتاب الموجه إلى رئيس بلدية بيانون برقم /2415/ بتاريخ 22 شباط 2010، وأن يحقق في الموضوع كله، وأن يكون في موقعه الطبيعي مع الأهالي ضد الفساد والفاسدين.

■ رستم رستم - إدوار خوام