ريف طرطوس: محتال على هيئة طبيب يخدع العشرات ويستغل مرضهم
من المعروف أن ظاهرة النصب والاحتيال والشعوذة موجودة وقديمة، ولكن أن تتحول هذه الظاهرة إلى وباء منتشر في كل مكان، فهذا ما يحتاج إلى تضافر جميع الجهود من القوى الشريفة والخيرة في المجتمع من أجل القضاء على هذا الجهل المستشري بشكل مثير للدهشة والاستغراب.
قبل عدة شهور نشرت الزميلة تشرين مقالاً عن أحد المشعوذين في مدينة حمص، تمظهر بمظهر رجل دين، واعتدى على أكثر من /176/ فتاة وامرأة خلال أكثر من /13/ عاماً بعدما كان يسيطر على زواره بالتنويم المغناطيسي! قبل أن ينكشف أمره..
وفي طرطوس اشتكى المواطن محمد جمال بركات من بلدة يحمور من منتحل صفة ادعى أنه طبيب يعمل في منظمة الأونروا ومساعد لبروفسور ألماني في لبنان، واستطاع بمهارته شفاء ابنه الوحيد، والمريض مرائي عادي، وقام هذا المحتال بوصف جرعات دوائية منتظمة للمريض ثمن كل جرعة عشرة آلاف ل.س، ادعى أنها من صنع البروفسور الألماني، والذي يستطيع شفاء أي مرض. وبعد سنة ونصف من الجلسات والجرعات اكتشف المواطن محمد جمال بركات أن هذه الجرعات هي صناعة وطنية وهي بعبارة عن فيتامينات عادية يأخذها من أية صيدلية!
وعندها اكتشف أمر هذا المحتال بالمصادفة عن طريق إحدى العبوات الفارغة التي تركها، فتوارى عن الأنظار بعدما باع المواطن بركات بقرته لتسديد قيمة الجرعات الدوائية التي وصل ثمنها إلى /136/ ألف ل.س.
واشتكى إلى جريدة قاسيون أيضاً المواطن ياسين صالح في قرية الهيشة عندما عالجه المحتال ذاته مع زوجته وابنته، وتقاضى على ذلك أكثر من /76/ ألف ل.س، واشتكى لقاسيون أيضاً المواطن وائل رحمون بعدما قبض منه أكثر من /47/ ألف ل.س، وكذلك اشتكى المواطن شحادة عمران من قرية مجدلون البحر من المحتال نفسه بعد أن قبض منه سبعة آلاف ل.س، ووصلت إلى قاسيون شكاوى من مواطنين على المحتال نفسه أيضاً من قرى ميعار شاكر وشطة والمنطار، وكذلك من المواطن أحمد بللول من خربة المغزة بعدما قبض منه أكثر من /34/ ألف ل.س.
وعلى ما يبدو فإن هذا المحتال الذكي ينتقل بين القرى والأرياف بشكل سريع وخطير، مستغلاً فئة الناس البسطاء والطيبين وفاقدي الأمل من شفاء بعض الأمراض المستعصية.
يقول هؤلاء المواطنون: إننا نشكو أمرنا بعدما تعرضنا للاحتيال والنصب، ونتمنى أن يتم القبض على هذا المحتال بأسرع وقت من أجل ألا يقع الكثير من الضحايا تحت يديه، وعلى ما يبدو فإن هؤلاء المحتالين ومنتحلي الصفة قد وصلوا باحتيالهم إلى درجة الوقاحة مستفيدين من جهل وبساطة بعض المواطنين ومن تراخي المسؤولين في وزارة الصحة والداخلية في وضع حد لهذه الظواهر المرضية المنتشرة، والتي هي بالتأكيد إحدى مفرزات ثقافة الجهل والفساد، وكلنا أمل بتحرك سريع للجهات المسؤولة لوضع حد لمثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيثون فساداً في البلاد.