تحرشات واعتداءات مختلفة بحق المرأة السورية..

لا يختلف الناس كثيراً حول مكانة المرأة في المجتمع، فثمة إجماع من كل الديانات والأعراف السماوية والأرضية على كونها نصف المجتمع، ومع ذلك تتعرض بشكل دائم لشتى أنواع التحرشات..

وبمواقف مختلفة، صباحاً في طريقها إلى العمل وهي تركب الباص، ومساءً في طريق عودتها، فالموقف نفسه يتكرر، لا تجد مكاناً للجلوس فتبقى واقفة، يمتلئ الباص عن آخره حتى تصبح عملية التنفس صعبة، ونتيجة الازدحام الشديد تلتصق الأجساد المحشورة، عندها تبدأ المضايقات، إذ يجد البعض لذته في محاولة تلمس ما يمكن تلمسه من جسدها، دون وازع من ضمير أو أخلاق أو عرف أو دين.. ورغم تأففها واستنكارها الذي قد يصل حد الصراخ أو الشجار، يستمر المعتدي بفعلته! بل أحياناً يجد متعة في إثارة غضبها.. وهذا النوع من التحرش ليس حكراً على الموظفات، ولكنه يتكرر في فترات ذروة ازدحام السير ومع شرائح متنوعة من النساء، وليس فقط في باصات النقل الداخلي، بل يحدث أيضاً في المركبات الصغيرة أو ما يسمى بالسرافيس، فمضايقة النساء تشكل متعة عند البعض. 

 ثمة اعتداء من نوع آخر بدأ يتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة أيضاً، يمارسه بعض راكبي الدراجات النارية والهوائية، حيث يقوم هؤلاء بالسطو على حقائب اليد التي تحملها النساء، ثم الهرب دون أن يقف بوجههم أحد، وإذا حاولت المرأة المقاومة والدفاع عن نفسها وتخليص حقيبتها تتعرض لأذى جسدي كما حصل مع إحدى النساء في منطقة داريا، عندما حاولت التمسك بحقيبتها أثناء قيام رجلين على دراجة نارية باختطاف حقيبتها، فما كان منهما إلا أن سحباها أكثر من خمسة أمتار على الرصيف، أمام طفلها البالغ من العمر أربع  سنوات.. مما اضطرها لإفلات الحقيبة.

 قد يكون هذا النوع  من الاعتداءات (الجسدية) مكشوفاً ويمكن توصيفه وإدانته، ولكن ما هو أسوأ هو تلك الأنواع  التي لا يمكن كشفها أو إدانتها بشكل مباشر رغم أضرارها البالغة على نفسية المرأة وإهانتها لكرامتها وإنسانيتها والتي نهت عنها كل الأديان.. وأهمها الاعتداءات اللفظية التي تتعرض لها النساء في الأماكن العامة وممن؟؟ ممن يدعون أنهم رجال دعوة ووعظ، تستضيفهم إذاعات وتفرد لهم حلقات كاملة وساعات يتحدثون فيها بما يطيب لأنفسهم دون أن يقاطعهم أو يناقشهم أحد بما يقولون.. ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم التدخل بتفاصيل حياة الناس وتعليم النساء بالذات ما عليهن فعله لكسب الدنيا والآخرة من خلال كسب رضى الزوج... والكثير من التفاصيل التي تؤطر النساء وتحد من إمكانياتهن بحجة أنهن قاصرات وغير جديرات بالحياة العامة..   

«رفقاً بالقوارير»، لم يقلها ماركس أو لينين أو أنجلس بل قالها النبي محمد (ص) والقوارير هن النساء.. ومن آخر كلام آخر الأنبياء قبل موته: (أوصيكم بالنساء خيراً).. فهل على هذه الشاكلة ننفذ الوصايا الكريمة؟؟