عطش على ضفاف الفرات!

قد لا يستغرب أحد أن تعطش مدينة أو قرية قائمة على أطراف الصحراء أو البوادي، لكن قد لا يقبل التصديق أن تعطش مدينة قائمة على ضفاف الفرات العظيم الذي تسقي مياهه العذبة نصف سورية!!

لكن في الحقيقة، هذا ما يحدث في مدينة البوكمال التي يخترقها نهر الفرات، فمياه الشرب لا تصل إلى أغلب أحياء المدينة، وهذه المشكلة ليست وليدة هذه اللحظة، بل إنها مزمنة وممتدة منذ سنوات، فالمواطن البوكمالي مصاب بالعطش والسبب هو عدم إكمال مشروع محطة التصفية الجديدة التي بوشر بالعمل بها منذ أكثر من سبع سنوات ولم تنتهِ أعمالها «الخارقة»بعد، ومؤخراً اكتشف القائمون على المشروع أن هنالك خطأ في التنفيذ لجهة أحواض الترسيب والتصفية، حيث اتضح للعباقرة منهم أن أحواض الترسيب ذات منسوب أعلى من أحواض التصفية!!!.

والسؤال أين كان جهاز الإشراف عند التنفيذ السيئ؟ ولماذا لم يتم اكتشاف هذا الخطأ البسيط الذي يمكن لأي متدرب جديد في الفيزياء أن يكتشفه بسهولة مطلقة؟

على ما يبدو أن أصحاب العلاقة، المخططين والمشرفين والمنفذين، كانوا معصوبي الأعين وتائهي البصيرة، وربما كان بالهم مشغولاً بأمور أكثر أهمية من إرواء ظمأ المدينة وسكانها..

 المشروع مازال حتى الآن بين آخذ ورد بين مؤسسة مياه دير الزور ووزارة الإسكان.. والضحية المواطن المسكين الذي بات بحاجة إلى حل إسعافي، وقد قامت مؤسسة مياه دير الزور مؤخراً بإرسال خمسة صهاريج لتقوم بتوزيع مياه الشرب على المواطنين الذين يكادون يموتون من العطش، في صورة دارفورية بامتياز، ولكن على ضفاف الفرات..