بلدية الحسكة تفتح جبهة ضد الباعة البسطاء
يعمل المئات من أهالي مدينة الحسكة بمهن هامشية ويومية في ظل غياب المصانع والمعامل وتراجع العمل الزراعي، فراح عدد متزايد منهم يعمل كبائع بسطة، وقسم من هؤلاء كانوا يعملون في سوق الهال بالحسكة، ويدفعون الرسوم المترتبة عليهم إلى بلدية المدينة منذ سنوات طويلة.
وفي عام 2007 فوجئ الباعة بأحد الأشخاص ممن له ملكية بالقرب من سوق الهال القديم شرقي كراج الفوكسات، وقد قام بتزفيت الأرض العائدة له، ثم شرع بتقسيمها وتأجيرها للبعض من غير العاملين بسوق الهال (أصحاب البسطات) بالتعاون مع بعض المتنفذين في مجلس مدينة الحسكة، وخصص لهم أمكنة داخل تلك الساحة مقابل أجر شهري يفوق ما كانوا يدفعونه للبلدية على مدى سنوات..
الباعة كانوا يدركون أن جل الرسم الجديد يذهب إلى جيب المستثمر والنذر اليسير منه إلى البلدية، ولكنهم اعتبروا أنفسهم غير معنيين بذلك، لكن المهم، أنه بعد انتقال الباعة إلى الموقع الجديد تبين لهم أن المستثمر لا يدفع الرسوم المترتبة عليه لصالح مجلس المدينة، وأنذر على أثر ذلك بفسخ العقد المبرم معه، وهذا ما دفع الباعة إلى العودة إلى موقع عملهم القديم، لكن البلدية منعت الباعة من ذلك، وقامت بحفر خندق حول الساحة التي يشغلونها لمنع الباعة من إشغال المكان..
والمثير أن المستثمر نفسه كان يعطي الأوامر لعمال البلدية كأنه رب العمل، وإلى الآن تقوم البلدية بردم المكان بالبقايا الحجرية لمنع الباعة من أشغال ذلك الموقع، وتضغط البلدية حتى الآن على الباعة للعودة إلى السوق الاستثماري، وهذا ما يحمّلهم يومياً خسائر باهظة..
وبعد كل هذا الضرر، وبعد عرائض مرفوعة إلى محافظ الحسكة ووزير الإدارة المحلية، نظم الباعة اعتصاماً أمام مبنى المحافظة بتاريخ 1952010 شارك فيه العشرات مطالبين بعدم ترحيلهم إلى سوق المستثمر (عصفور)، ولم تتم الاستجابة لمطالبهم رغم تعاطف بعض المسؤولين مشكورين. ومع اضطرار الباعة إلى العمل اليومي لتأمين لقمة خبزهم، وإصرارهم على عدم إشغال السوق الاستثماري، تلجأ ضابطة البلدية مدعومة بسرية حفظ النظام إلى التعامل بعنف مع الباعة، وتعمد إلى إتلاف الأرزاق، وتحدث مطاردات يومية لمصلحة شخص يمتلك قوة النفوذ، وقد علمت قاسيون أنه تم مؤخراً اعتقال بعض الباعة، حيث ما زال اثنان منهم رهن التوقيف حتى ساعة إعداد هذه المادة...
إننا في قاسيون نطالب بالكف عن التعامل بهذه الطريقة الرعناء مع شريحة من الفقراء لصالح شخص، والكف عن اتهام الباعة بإثارة القلاقل، فالذي يقوم بذلك معروف وهو رأس الفتنة، وهو المسؤول عن إلحاق الخسارة بالمواطنين وبخزينة البلدية أيضاً.. إنه المستثمر العتيد ولا أحد غيره.. فلماذا يتم تحميل المسؤولية للبسطاء؟.
■ الحسكة - مراسل قاسيون