أطفال دير الزور بِلا عيد.!؟

أطفال دير الزور بِلا عيد.!؟

فيما يستمر حصار تنظيم داعش الفاشي لبعض أحياء مدينة دير الزور وتستمر معاناة الأهالي من الحصار، ومن استغلال الفاسدين وتجار الأزمة لأوضاعهم وحاجاتهم المعاشية، تستمر أيضاً معاناة الأهالي في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم من إرهابٍ وقمعٍ وقطعٍ للرؤوس، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وحرمان المواطنين من الكهرباء والماء، وحرمان الأطفال من أية مظاهر للفرح بالعيد.!

الأحياء المحاصرة تئن.!

أمام الحصار الداعشي الفاشي الذي تعاني منه أحياء الجورة والقصور وهرابش، وأمام البحث عن لقمةٍ تسد الرمق وقطرة ماء تروي شيئاً من العطش، والحياة المهددة بأية لحظة، نتيجة القصف لهذه الأحياء، ما تزال أسعار المواد الغذائية تحلق عالياً أضعافاً، فأية وجبةٍ غذائية تحتاج إلى 15 ألف ليرة وهي لا  تغني ولا تسمن من جوع، فسندويشة الفلافل مثلاً وصل سعرها إلى 500 ليرة سورية، ويقول أحد المحاصرين: اليوم اشتريت لي ولأسرتي وجبةً من الفلافل فقط بقيمة 2000 ليرة، وإذا أكلنا ثلاث وجبات في اليوم يكون المجموع 6000 ليرة في اليوم وفي الشهر 180 ألف ليرة وراتبي حوالي 30 ألف ليرة، أي أحتاج إلى ستة أضعاف راتبي فقط لأعيش على الفلافل، ناهيك أن الحصول على عبوة ماء صغيرة للشرب وغير صحية يتراوح سعرها ما بين 50 و100 ليرة، فكيف إذا أردنا أن نستحم.!؟ علماً أننا لم نعد نفكر بالكهرباء أو أية مظاهر أخرى.!

أطفالنا بلا عيد.!؟

يبدو البحث عن أي مظهرٍ آخر من مظاهر الحياة الأخرى ترفاً أمام حجم المعاناة والواقع، لكن ما يؤلمنا أكثر أن الأطفال بلا أي مظهرٍ من مظاهر العيد وفرحته.! ومع ذلك انتزع أطفالنا فرحة العيد رغم الجوع والعطش والألم كله، عبر ترداد بعض الأغاني التي كانوا يغنونها في العيد وهم حفاة عراة، وكأن طفولتهم والحياة تأبى الاستسلام للموت والحزن..!

ويقول أحد المواطنين في اتصال هاتفي: عندما رأيت أطفالنا يغنون بفرح (بُكرة العيد وانعيد..) رغم المعاناة كلها انهمرت دموعي، أشحت بوجهي حتى لا يرونني أبكي وأنغص عليهم فرحتهم.! وختم اتصاله بالقول: طمنوننا عنكم عسى أن تكونوا بخير، وسنفرح لفرحكم.؟

أما الأطفال في مناطق سيطرة تنظيم داعش الفاشي فقد حرموا أيضاً من أية مظاهر الفرح التي كانت سائدة في العيد من لباس وغيره، حيث يمنع على الفتيات حتى الصغيرات من لبس لباسٍ غير اللباس الذي يسمونه شرعياً، ومنعت كثير من الأطعمة التي كانت تباع في الأسواق، بل ومحرومين حتى من الغناء بأغاني العيد.!

آخر تعديل على الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 14:16