دير القديس بولس يلغي احتفاليته بسبب الروائح والحشرات

مشكلة الروائح والذباب التي تسببهما المدجنة السورية- الليبية القائمة بالقرب من دير القديس بولس في منطقة كوكب التابعة لمدينة قطنا، وعلى بُعد أمتار قليلة منه فقط، ما زالت قائمة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقد توجت تلك المعاناة هذا العام بإلغاء احتفالية عيد القديسين بولس وبطرس بسبب الروائح والذباب الكثيف الذي أشرنا إليهما في العدد 455 بتاريخ 29/5/2010 تحت عنوان «ديرالقديس بولس السياحي في كوكب.... حوافز سياحية بامتياز!!».

بعد إلغاء الاحتفالية بسبب الروائح والذباب الكثيفين بقرار للمرجعية الروحية المعنية، تم إرسال القرار إلى كل من القصر الجمهوري ووزارتي السياحة والبيئة ومحافظة ريف دمشق، أملاً بإيجاد حل فوري وجذري، والغريب أنه إلى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء فعال، بل على العكس، فالروائح في ازدياد بالرغم من وجود قرار من محافظة دمشق يقضي بإغلاق المدجنة فوراً وتحويل شركة (أبدال الشام) المستثمِرة للمدجنة إلى القضاء.

أكد الأب «متى» وجود التناقضات بين الكتب المتتالية التي تهدف إلى المراوغة لمصلحة المدجنة فقال: «صدر العديد من الكتب والقرارات المتناقضة، فبعد مراسلات عديدة صدر القرار رقم 1321/أ.ج بتاريخ 9/3/2010 عن محافظة ريف دمشق ويقضي بإغلاق المدجنة بشكل نهائي. ثم تم توجيه كتاب من وزيرة الدولة لشؤون البيئة إلى محافظة ريف دمشق يحمل الرقم 99/ص.م.ب بتاريخ 16/3/2010 يطلع المحافظة على قرارات اللجنة البيئية التي تمنح فيه المدجنة مهلة ثلاثة أيام لترحيل الزرق (فضلات الدجاج) إلى مكب الغزلانية، ومنحها مهلة ثلاثة أشهر لتركيب مجفف للزرق، بعد ذلك صدر الكتاب رقم 105/ ص.م.ب بتاريخ 24/3/2010 الموجَّه من مديرية البيئة في ريف دمشق إلى المحافظة، والذي تُبين فيه، حسب ادِّعائها، أن هناك تحسناً ملحوظاً من حيث عدم انتشار الرائحة المزعجة في الجوار، وبدء الشركة بتنفيذ التوصيات في الكتاب السابق، حسب تقرير اللجان التي كشفت على الواقع وأعطت تقريراً مغايراً لما شاهدته، بهدف المراوغة وإعطاء شركة (أبدال الشام) غطاءً قانونياً لتستمر في العمل بعد قرار إغلاق المدجنة بشكل نهائي». ويضيف الأب «متّى»: «رغم تلك القرارات التي تبين التزام الشركة المستثمِرة بالشروط البيئية، إلا أن الواقع مختلف حيث لم تتوقف الرائحة بل على العكس ازدادت، كما أن الشركة تمنعني من الدخول للمدجنة لأطلع على التحسينات خوفاً من كشف التهرب من مسؤولياتهم، والمبيدات التي وَعَدونا برشها لم نَرَها، لذلك وخوفاً منا على سمعة الدير أوقفنا الاحتفالية بعيد القديسين بولس وبطرس، على الرغم من أهميتها السياحية والاقتصادية والمعنوية الكبيرة».

إن الكثير من الرهبان وكذلك عائلة حارس الدير أُجبِروا على الخروج منه هرباً من الروائح القوية المسببة لأمراض مختلفة، وبسبب ذلك انخفضت نسبة السياح العرب والأجانب الذين يؤمّون الدير سنوياً إلى أقل من النصف، لذلك نسأل: هل هناك من يسعى إلى تشويه صورة سورية السياحية والتاريخية؟!

■ قطنا ـ جوني الياس