في الذكرى التسعين لمعركة «ميسلون» المجيدة الشيوعيون وأصدقاؤهم على درب الشهيد يوسف العظمة
توافد في الصباح الباكر من يوم الجمعة 23/7/2010 جمع من الشباب والشابات إلى منزل الشهيد يوسف العظمة في حي المهاجرين، وتجمعوا هناك للمشاركة في مسير الشباب الذي دعت إليه اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين إحياءً للذكرى التسعين لمعركة «ميسلون» المجيدة ضد الاحتلال الفرنسي، والتي جابه فيها يوسف العظمة وزير الحربية آنذاك ومن معه من المتطوعين القلائل الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال «غورو»، في «ميسلون» قرب دمشق رغم معرفتهم المسبقة بنتائج المعركة من الناحية العسكرية، إلا أنهم قبلوا التحدي والدفاع عن البلاد والتصدي للجيش الفرنسي، وأصروا على عدم السماح للفرنسيين بدخول دمشق دون قتال.
لم يكن يوسف العظمة ورفاقه واهمين، عندما اندفعوا لملاقاة الموت، وكانوا يعرفون أنهم لن يستطيعوا الانتصار على أحد أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت، ولكنه الإبداع في قراءة التاريخ وصناعته، فوقفتهم الباسلة لم تذهب سدى وظلت حاضرة في أذهان ووجدان كل من يرفع شعار المقاومة.
لقد بشّر يوسف العظمة بالجلاء قبل خمسة وعشرين عاماً من حدوثه، وأصبح الرمز الحي لقضية حية هي قضية المقاومة وترسيخ ثقافتها، وأعطى من خلال سلوكه درساً كتبه بدمه ودم رفاقه حفظه السوريون وعملوا به، ويمكن القول إن يوسف العظمة ورفاقه البواسل كانوا سيف الجلاء ورمحه وأول المبشرين به.
إن إحياء ثقافة المقاومة كان الغاية الأساسية للمشاركة في هذا المسير، حيث انطلق الشباب المفعمون بالحماسة، فرفعوا الأعلام الوطنية. ورغم طول الطريق (حوالي 26 كيلو متر) إلا أنهم كانوا ممتلئين بالمرح والشعور بالمتعة، ولم يبالوا بالتعب جراء المسافة وقد ساعد بعضهم بعضاً وتفاعل الناس الذين مروا بهم معهم، وكان البعض يسألهم عن المناسبة.
وعند وصولهم إلى الضريح وقفوا أمامه بصمت وكأنه محراب، ثم أنشدوا النشيد الوطني مع باقة من الأغاني الوطنية، ليلقي بعد ذلك الرفيق محمد علي طه (أبو فهد) كلمةً حيا فيها الشهيد ورفاقه وأكد أن الشباب سائرون على طريق يوسف العظمة الذي يعني أن حبنا للحياة أكبر من حبنا للموت، ولكن حب الوطن أغلى من الحياة.. ثم ألقى الرفيق قصيدةً بعنوان (بطل ميسلون) للشاعر رياض أبو جمره الذي منعه المرض من الحضور.
يحق للشباب السوري أن يتباهى بأبطاله ويحتفل بهم، وأن يعتمد منهجهم الذي كتبوه بدمائهم. وفي هذا السياق تنظم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أسبوعاً ثقافياً يتضمن عدة فعاليات (ثقافية وفنية) بهذه المناسبة.