غش اللحوم: «تعيش وتاكل غيرها»!
في ظل غياب الضمير الانساني وشراهة بعض تجار اللحوم والعاملين في هذا المجال، فإن عدم قدرة الحكومة على كبح جماح الغش في المواد الاستهلاكية وخصوصاً المواد الغذائية وفي مقدمتها اللحوم ولحوم الفروج، وضعف قدرة الحكومة في السيطرة على الأسعار، منحت هؤلاء التجار مساحة يصولون ويجولون فيها دون حسيب ولارقيب.
وصلت نسبة الغش الى حدودها العظمى، ومن أنواع الغش التي يمارسها هؤلاء التجار والمنتجون لِلُّحوم إزالة تاريخ انتهاء صلاحية المنتج الذي يفترض أن يدون على العبوات، فيتم عرضها على المستهلك دون تاريخ صلاحية أو بتاريخ صلاحية مزور، مستغلين بذلك عدم قدرة المستهلك على التمييز بين العبوة المخالفة وغيرالمخالفة، كما أن اللحوم ذات المنشأ الأجنبي المنتهية الصلاحية والتي تخرج منها الروائح الكريهة يتم فرمها وخلطها بالتوابل والبهارات والمقبلات لإخفاء رائحتها وطعمها وإعطائها نكهة مقبولة بحيث لايشعر المستهلك بوجود شيء غير طبيعي.
والمسلخ للعلم، هو مركز تجمع لهذه اللحوم الفاسدة التي يستخلص منها بقايا العظام والريش والأرجل وما شابه ذلك، ثم يتم فرمها وتعبئتها باكياس نايلون وبيعها بأسعار متدنية أو عمل «سيخ شاورما» منها و«صحتين على قلبك تعيش وتاكل غيرها»..
ومن أنواع الغش أيضاً حقن الفروج بالماء ليزداد وزنه لزيادة ربح التاجر، في الوقت الذي ينعكس سلباً على على المواطن من الناحيتين المادية والصحية. أما عن استخدام الهرمونات في الإنتاج الحيواني فاستخدامها يشكل خطراً كبيراً على صحة الانسان وخاصةً عند الاستخدام الخاطئ لهذه الهرمونات، والسؤال المطروح هو ما مدى تاثير هذه الهرمونات على جسم الانسان وصحته؟.
في سياق الاجابة عن هذا السؤال لابد من التنويه الى أنه يتم حقن الصيصان بالأدوية منذ تفقيسها حتى لحظة ذبحها، فالدواء يعتبر ضمن البرنامج الغذائي للدواجن، والهرمونات تسرع من فترة النمو الطبيعي لهذه الصيصان الصغيرة وهذا بحد ذاته يفقد القيمة الغذائية والصحية لتلك الدواجن، فهناك آثار سلبية على نوعية الفروج المنتج لأن معظم الوزن الزائد هو لحم مترهل يؤثر على صحة الإنسان، حتى أن اللحوم «المهرمنة» لا تصلح للتخزين فالهرمون هو عبارة عن مقدار حيوي «يخربط» العملية الهرمونية كلها داخل جسم الانسان، فأية مادة غذائية فيها هرمون تؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني في الدم بعد دخولها بساعات إلى الجسم وحسب كميتها يكون التأثير.
كما أن عملية الرقابة ضعيفة وبعيدة عن المنتج قبل تسويقه، وهو ما يدل عليه إغلاق كثير من المحلات عند اكتشاف الغش في البضاعة، ولكن للأسف بعد أن يكون المواطن قد أكل الطعم، أو على الأصح السم، فكثيراً ما نسمع عن حالات تسمم في المشافي وعند معاينة المريض يتبين أنا ناجمة عن فساد المنتج أو عدم صلاحيته أوحقنه بكمية من الدواء لم يتم تنظيف المنتج منها، وهذا يعود أيضاً إلى المياه المستخدمة في التنظيف هل هي مطابقة للشروط الصحية وكذلك الأواني المستخدمة لوضع هذا المنتج وتنظيفه، وهذا أيضاً يلفت انتباهنا إلى وجود مداجن مرخصة في سورية ومداجن غير مرخصة ولاندري مايحدث في المداجن المرخصة.. فكيف بالمداجن غير المرخصة؟
على الحكومة اليوم أن تعاجل إلى معالجة هذه القضايا فوراً ودون تأخير، فمحور الفساد هذه المرة هو صحة الإنسان قبل كل شيء.. وأساس وجود هذه المشكلات واضح لكل ذي بصر.