نظام الامتحانات في الجامعات

كل هذا التطور الهائل الحاصل في مجال التكنولوجيا والاتصالات ونقل المعلومات كان ثورة حقيقية غيرت وجه البشرية ولكن يبدو أن هذا التطور المفصلي والمهم لا يزال بعيد المنال في الجامعات السورية كما في غيرها من مؤسسات الدولة أقله يدل على ذلك نظام الامتحانات الجامعية التقليدي الذي شاخ وأكل عليه الدهر وشرب في كثير من البلدان بفعل التكنولوجيا التعليمية الحديثة أما نحن في مؤسساتنا التعليمية لا نزال نستخدم هذا النظام الامتحاني التقليدي الذي يعود عمره إلى قرون بينما التطور الحاصل في أنظمة الامتحان الجامعية قد تجاوزنا بأشواط عديدة ولا يزال يتقدم في تطوره باستمرار وطبعاً على عكسنا نحن

نظام الامتحانات التقليدي يحمل دائما بين طياته نتائج سلبية بحق الطلاب فهو من جهة لا يؤمن التقدير الصحيح لجهود الطلاب ويظلم الكثيرين بجرة قلم صغيرة نتيجة أساليب الامتحان والتصحيح والمراقبة البالية مع كل ما يعنيه ذلك ومن جهة أخرى يدل على مدى الخلل البنيوي العميق في عملية التعليم العالي

ارتفعت الكثير من الأصوات في السنوات الأخيرة لتعديل نظام الامتحانات الجامعية التقليدي وخاصة تقارير المؤتمرات الطلابية في العديد من الكليات والمعاهد وقد حضر بعض هذه المؤتمرات مسؤولون من وزارة التعليم بما فيه الوزير نفسه احياناً وأحياناً أخرى مسؤولون في الاتحاد الوطني لطلبة سورية والقيادة القطرية لحزب البعث ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وفي كل مرة تتكرر الاصوات المطالبة بتعديل وتطوير النظام الامتحاني وخاصة طريقة التصحيح والمراقبة ووضع الأسئلة وتواجه بالتسويف والمماطلة ومن ثم التجاهل ووضع تقارير المؤتمرات على الرفوف لتتعفن وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن هناك من يتمسك بالأساليب القديمة بيديه وأسنانه رغم الانتقادات الجمة الموجهة لها وإبداء التعنت والإصرار تجاه رفض النماذج المؤتمتة من البعض الآخر خاصة وأن الأنظمة المؤتمتة قد لاقت قبولاً واسعاً عند الطلاب فقبل سنوات قليلة تم اعتماد النموذج المؤتمت في عدد من الكليات بشكل جزئي ورغم تحقيقه النجاح فقد تم إلغاؤه في العديد من الكليات بقرارات تعسفية من بعض العمداء

ثمة من يصر دائماً أن يفوتنا قطار التطور حفاظاً على امتيازاته وهو لا يعرف أن قطار الحياة قد فات على مثل هذه الأساليب البالية فهل من يريد وضع يده على الجرح ووضع العملية التعليمية على سكتها الصحيحة