الجزيرة السورية «أم الخيرات» وأهلها محتاجون!
حصار خانق تشهده محافظة الحسكة، بمدنها وقراها وبلداتها العديدة، فيما يتبادل أطراف السيطرة الاتهامات حول مسؤولية هذا الحصار، وعلى ذلك أصبح الأهالي يعانون من نقص حاد بالمواد الأساسية، الغذائية وغير الغذائية، بالإضافة إلى الأدوية وحليب الأطفال والمحروقات وغيرها.
الحصار الذي سبب نقصاً حاداً في هذه المواد استغله كالعادة التجار والمتنفذون وسماسرة الحرب، من هنا وهناك، برفع الأسعار بشكل غير مسبوق، حيث طال رفع الأسعار الخضار والفواكه أيضاً، كما أدى إلى فقدان بعض المواد بشكل نهائي، وعلى سبيل المثال فقد وصل سعر كيلو السكر إلى 1200 ليرة، وسعر ليتر الزيت النباتي 1000 ليرة، وطبق البيض 1500 ليرة وكيلو الفروج الحي 2400 ليرة، كما يباع ليتر البنزين بـ 400 ليرة، أما عن تذكرة الطائرة من القامشلي إلى دمشق فقد قفزت تسعيرتها من 27 ألف ليرة إلى 40 ألف ليرة، مع ارتفاع بأسعار الشحن الجوي، ولكم أن تقيسوا على ذلك، وكل ذلك بعيداً عن أعين الرقابة، الغائبة والمغيبة.
وقد أشار الأهالي إلى أن بعض التجار قاموا بحبس المواد الموجودة في مستودعاتهم عن السوق، مستغلين إمكانية تحكمهم بالكميات الموردة إلى السوق بالسعر الذي يفرضونه على المستهلكين، متذرعين بعدم استقرار سعر صرف الدولار، ومستفيدين من ارتفاع سعره بحيث يحقق لهم المزيد من الأرباح على حساب حاجات الناس.
الأهالي يطالبون بتأمين المواد الغذائية الأساسية من سكر ورز وزيت وسمون وغيرها عبر جسور جوية، ريثما تفتح الطرق والمعابر البرية، وعن طريق مؤسسات التدخل الإيجابي في المحافظة بمدنها وقراها، وتحت أعين الرقابة، بالأسعار الرسمية منعاً من احتكارها وبيعها في السوق السوداء كما جرت العادة، وأن تقوم الجهات الحكومية بدورها الذي غابت عنه وخاصة على المستوى الخدمي والصحي والأدوية وأغذية الأطفال، ناهيك عن أهمية تأمين الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى قيام مديريات الخدمات بواجبها على مستوى النظافة وترحيل النفايات ورش المبيدات الحشرية وخاصة على ضفاف الأنهار.
يشار إلى أن السبب الرئيسي للحصار هو انقطاع الطرق البرية التي تربط المحافظة بمحيطها الحيوي، وخاصة معبري نصيبين وسيملكا على الحدود العراقية والتركية على التوالي، كما يقدر تعداد الأهالي المحاصرين بما يتجاوز المليون نسمة، واستمرار إغلاق الطرق والحصار وتقاذف المسؤوليات لمدة أطول قد ينذر بالكارثة الإنسانية.
المأساة أن أهالي الجزيرة السورية، التي أطعمت السوريين من خيراتها وما زالت، باتوا على شفى الكارثة، وفي الوقت نفسه تم وضع الخطط لتسويق موسم القمح والشعير من المزارعين، الذين بدأوا بعمليات الحصاد فعلياً، ليطعموا بقية السوريين وهم تحت وطأة الحاجة بسبب واقع الحصار، وجشع التجار والفاسدين وسماسرة الحرب والأزمة.