معاون وزير التربية.. وعقلية التسلط والفساد

لا شكّ أننا لسنا مع الفساد والغشّ على طول الخط، لكن أن يعامل الجميع بأنهم مجرمون حتى تثبت براءتهم فهذا ما لن يقبل به أحد، وخصوصاً ممن لا يحق له اتهام الآخرين وفق ما يؤكده العديد من الشخصيات التربوية والتعليمية..

(أنا ربكم وعليكم الطاعة!! ولا نقاش!! وكل ما أقوله هو ما حدث  وما سيحدث،  ولا تجادلوني فيما ليس لكم به علم). هكذا تصرف معاون الوزير مع الموجهين والمسؤولين التربويين ومندوبي الامتحانات!.

لقد تكلم سيادته بلغة السخرية، متهماً مندوبي دير الزور بعدم كتابة تقارير الغش لانشغالهم بشرب الشاي، ورضوخهم لتهديدات «المسلحين» وذلك في اجتماع رسمي!. وبذلك اعتبر جميع مندوبي دير الزور خونة ما لم يثبت العكس..

وهنا نتساءل: هل قال «المسلحون» لمعاون الوزير ذلك؟ وأين الكلام المسؤول في هذا الحديث؟

لقد هدد معاون الوزير بأنه سيلغي امتحانات دير الزور أسوة بجسر الشغور إلى وقت غير معلن لخيانة المندوبين والمدرسين وأهالي الطلاب، وكأنما لا يكفي محافظة دير الزور أنها مهمشة، فجاءت طريقة حديثه وتعامله وكأنه يتخذ موقفاً مسبقاً تجاه المحافظة، وهذا موقف قديم متكرر من الامتحانات في السنوات السابقة.. بل طرد أحد المندوبين من الاجتماع،  وسبب الطرد أنه ناقش «الرب الأعلى»!. كما هدد بفصل المدرسين من العمل. وليس هذا كل ما في الأمر، وإنما راح يقاطع ويهين كل من حاول تبيان الحقيقة، ويفسر الكلام وفق ما يريده ويعزز اتهاماته.

أما الحقيقة التي لم يتم الكلام فيها فهي الفساد في مديرية التربية، والانتهازية التي يتمتع بها الذي يظهر أمام معاون الوزير متعاوناً وحملاً وديعاً..

ومن الأمثلة على ذلك أنه في إحدى المدارس في منطقة البوسرايا، رفض تعيين مدير بحجة صعوبة المنطقة ليختار مديراً يستطيع التفاهم مع أهلها، وانتظر حتى هدأت الأحوال، والمفاجأة كانت بتعيين أخته!.

وعند اختيار الموجهين الاختصاصين تم إرفاق اسم  أخي زوجته لمقابلة  اللجنة، علماً أن التعليمات المعلنة منه (لا يقابل اللجنة من تمت مقابلته سابقاً)، وأعطى مدراء المدارس صلاحيات بالتحكم كملكية خاصية وعدم الاهتمام برأي الموجهين.

وفي دورة المناهج جميع المدرسين عليهم الالتزام، أما زوجته فالقانون لا ينطبق عليها.. وأما مالياً فالحديث كثير، فنجده اهتم بالمظهر الشكلي للمدارس ومظهر مكتبه وهذا إساءة للتصرف بالمال العام.. 

نهاية الاجتماع : خروج جميع المجتمعين وهم يشعرون بالإهانة والإذلال..

شكراً لسيادة معاون الوزير على الأوقات الجميلة التي قضاها في فندق فرات الشام على حساب التربية، ولم ينفذ المهمة الموكلة له حيث كان عليه السفر إلى محافظتي الرقة والحسكة فبقي فقط في دير الزور؟

 

■ موجه تربوي ديري

 

آخر تعديل على الجمعة, 13 أيار 2016 13:19