بيان من أمانة «إعلان حلب للثوابت الوطنية».. نعم للحوار الوطني.. نعم لطرد السفير الأمريكي.. لا لعصابات الإجرام.. لا للتدخل الخارجي

بحثت أمانة «إعلان حلب للثوابت الوطنية» في اجتماعها المنعقد في 4 تشرين الأول 2011 مجمل تطورات المشهد السياسي السوري، وتوقفت عند:

1- مؤتمر الحوار الوطني في محافظة حلب، فثمّنت عمل اللجنة التحضيرية لهذا الحوار، واعتبرته ناجحاً بكل المقاييس حيث تمّثَل في هذا الحوار كل الطيف الوطني والسياسي في محافظة حلب ممن لم يستثن نفسه، ورأت أن مشاركة القوى والشخصيات الفاعلة على الأرض من مختلف المشارب الفكرية والسياسية (معارضة وطنية وموالاة) قد قدمت قيمة مضافة لهذا المؤتمر، حيث استطاع الجميع أن يعبّروا عن آرائهم في الرؤيا المستقبلية لبناء سورية بحس وطني عال بالمسؤولية. واعتبرت الأمانة النتائج التي أفضى إليها مؤتمر الحوار في محافظة حلب هامة، بل هامة جداً.

2- توقفت الأمانة باستغراب ودهشة شديدين أمام استقبال المعارض حسن عبد العظيم للسفير الأمريكي بدمشق في مكتبه، ورأت أن جميع أبناء الوطن (معارضة وطنية ومولاة) يستغربون كيف يستقيم الأمر مع بعض من يسمي نفسه معارضة باستقبال سفير عدو الشعوب في العالم عامة، وشعبنا العربي والسوري خاصة، وفي الوقت نفسه يرفض لقاء الأشقاء في الوطن وكذلك الأصدقاء؟؟!! كيف يستقيم الأمر مع من يرفض الحوار مع أبناء جلدته أن يستقبل ممثل أعتى دولة إمبريالية ظالمة لشعبنا العربي وداعمة للعدو الصهيوني؟!! قتلت وثكّلت وشردت الملايين من أبناء شعبنا في العراق.

إن أمانة إعلان حلب إذ تدين هذا الاستقبال لسفير العدو الأمريكي ترى أن المطلوب هو القطيعة الكاملة مع كل السياسات الأمريكية ومن يمثلها على كل المستويات، لأن التعامل مع أمريكا في ظل هذه الظروف يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى، وليس هنالك من عذر للتعامل معها، وهي تعد ذلك الاستقبال شكلاً من أشكال الاستقواء والتطبيع. وترى الأمانة أنه إذا كان لدى الحكومات ضروراتها فإن للشعوب خياراتها، ولذلك في ظل العقوبات المفروضة على الشعب السوري بأن يصل التعاطي مع السياسة الأمريكية إلى أقصى حد، وذلك بطرد السفير الأمريكي ومقاطعة كل الشركات الأمريكية والأوربية على المستويين الرسمي والشعبي، فكيف إذاً بالسياسيين العاديين الذين يتعاملون مع أمريكا؟!!. إن التجربة التاريخية لشعبنا مع الامبريالية الأمريكية تبين أن مصلحة شعوب المنطقة لا تتحقق في إرضائهم، بل في إغضابهم.

يجب أن يفهم العالم أجمع عقلية الشعب السوري الذي يأبى الخنوع أو التواطؤ منذ معركة ميسلون وإلى يوم يبعثون.

3- ترى الأمانة من خلال قراءة راهنية الوضع الحالي أن مواجهة الأزمة لا يمكن أن يتم إلا بتوافقات وطنية توقف نزيف الدم وتعزز الوحدة الوطنية، وتحفظ وحدة البلاد أرضاً وشعباً. وهذا يتطلب ليس القبول بمبدأ الحوار الجدي والملموس فقط، بل القيام ودونما إبطاء بواجباتها الوطنية والاجتماعية والإنسانية بشكل حقيقي وفعال، بعيداً عن الكيدية والثأرية والاستئثار. كما أن الخروج الآمن من الأزمة يتطلب الإسراع بالتطبيق الفعال للإصلاحات، وعلى الرغم أننا في الأمانة نتمنى عودة الجيش العربي السوري إلى ثكناته، والتحضير لحرب استرداد الجولان الحبيب، إلا أننا نفرق بين الحراك الشعبي السلمي والعصابات المسلحة التي تبنت سفك الدماء منهجاً، وبالتالي نتفهم الاستعانة بالجيش لإيقاف مسيرة سفك الدماء هذه، ونتمنى على الحراك الشعبي السلمي أن ينزه نفسه عن المجموعات التي تبنت منهج سفك الدماء، وتدين الأمانة بشدة كافة أنواع الاغتيالات وتتقدم بأحر التعازي للوطن ولذوي كافة العلماء والمفكرين والطلاب البريئين الذين تم قتلهم.

4- تعتبر الأمانة أن المؤتمر الذي عُقد مؤخراً في اسطنبول برعاية أمريكية والذي سمى نفسه (المجلس الوطني السوري) لا يمثل المعارضة الوطنية السلمية الداعية للإصلاح، والتي تعارض التدخل الخارجي. لا نستطيع أن نتجاوز قناعاتنا الراسخة بأن أي تحرك أمريكي في المنطقة تؤطره مصالح إسرائيل. نعتقد أن مسار ما يُسمى (المجلس الوطني السوري) يمهد لإعادة إنتاج الأحداث الدامية التي عاشها الشعب السوري في أوائل الثمانينيات وبنفس أدواتها واستدعاءً للناتو تحت مسمى الأمم المتحدة.

 

■ حلب في 4 تشرين الأول 2011

أمانة «إعلان حلب للثوابت الوطنية»