انتخابات برلمانية
1 - قوائم ديمقراطية:
قوائم مثلت رجال الأعمال والمال السياسي وأخرى تمثل خفية تدخل بعض أجهزة الدولة في سير عملية التصويت وفرز الأصوات.. لكن وإن اختلفت هذه القوائم الانتخابية من حيث الشكل فإنها واحدة من حيث المضمون، حيث تم تشكيل قوائم ظل جديدة بشكل مخالف لما هو متعارف عليه، فبدلاً من بعض القوائم التي كانت تفرضها بعض أجهزة الدولة بالقوة تاريخياً ساد نوع جديد من قوائم الظل الانتخابية التي كان جوهرها تحالف المال السياسي مع قائمة الوحدة الوطنية «الجبهة الوطنية التقدمية». إذاً لم تتغير هذه الانتخابات إلا شكلاً والسبب الرئيسي أن قانون الانتخابات الجديد يسمح بذلك طالما أن سورية مقسمة إلى 15 دائرة انتخابية ولا تعتبر دائرة انتخابية واحدة مما يسمح بتدخل المال السياسي وأجهزة الدولة.
2 - مرشحون بلا برامج:
تنافس أكثر من 350 مرشحاً في دائرة مدينة دمشق الانتخابية وكانت غالبية المرشحين عبارة عن صور وشعارات وبلا برامج تمثل خروجاً نحو سورية الجديدة، بينما وكما هو معروف فإن أي انتخابات برلمانية يجب أن تكون على أساس التنافس بين برامج انتخابية سياسية واقتصادية اجتماعية تمثل قوى وأحزاباً سياسية بينما كان السائد أثناء الحملات الانتخابية ومن ثم عمليات التصويت هو صور لمرشحين تختلف قوتهم لا حسب برامجهم الانتخابية وإنما حسب ما يملكون من المال السياسي لضخه وما صرفوه على الحملة الانتخابية ووكلاء المرشحين حتى أن بعض هؤلاء «قائمة فيحاء الشام» وضعت ما بين 20-30 وكيلاً عن مرشحيها في كل مركز انتخابي في مدينة دمشق التي ضمت ما يناهز 800 مركز انتخابي.
مرشحون بلا برامج والأصح مرشحون يضخون المال ينجحون ومرشحون لا يضخون المال لا ينجحون !!!!
3 - صور أخرى رافقت الانتخابات:
- رجل عجوز كان وكيلاً عن أحد المرشحين من حيتان المال تدل عليه لحيته البيضاء وجبينه الأسمر أنه من سكان أحزمة الفقر الدمشقية جاء ولا يهمه من هذه الانتخابات سوى ما سيقبضه من مرشحه بعد انتهاء التصويت والفرز تساعده ابنته الجميلة، لكن المبكي حقاً في هذه الصورة أنهما لم يأكلا وجباتهم من الطعام لأن بيتهم كان يخلو من قطعة خبز للأطفال الصغار فآثرا الاحتفاظ بالوجبات للصغار لكن هذه الوجبات سرقت منهم وكان يبدو واضحاً مدى الألم الذي سببه ذلك والغصة التي اختنقت بداخلهم.
- مرشح آخر من حيتان المال يهدد اللجنة الانتخابية بأجهزة الدولة إذا لم تكن عمليات فرز الأصوات حسب مزاجه يزبد وينفث تهديداته أمام أعين الشرطة التي لم تحرك ساكناً «لأنه مدعوم».
- فتاة جميلة وخجولة كانت وكيلة لصوت نسائي مرشح للبرلمان كان يبدو عليها البراءة وعدم معرفة كيفية النشاط وعقد التحالفات مع القوائم الأخرى بصورة غير نزيهة لأنها كانت تبدو نزيهة جمالها وخجلها لم يسعفاها لكسب بعض الأصوات في هذه الوسط الشبيه بالغابة وقوانينها لأن حيتان المال كانوا أقوى لابتلاع أكثرية الأصوات فكان أن حصلت على 9 أصوات لمرشحتها رغم السمعة السياسية الجيدة التي كانت تتمتع بها هذه المرشحة.