بدك راتبك؟ صفّ عالطابور..!

بدك راتبك؟ صفّ عالطابور..!

بات مشهد الازدحام على الصرافات الآلية طبيعياً ومعتاداً طيلة الشهر، ومعاناة البحث عن صرافات موضوعة بالخدمة ودون ازدحام لم تعد مقتصرة على بداية الشهر أو نهايته، بل أصبحت تلك المعاناة يومية في ظل خروج العديد من تلك الصرافات عن الخدمة.

أصبحت خدمة الصراف الآلي بالنسبة إلى غالبية المتعاملين من المواطنين تشكل عبئاً شهرياً ثقيلاً، وخاصة العاملين في الدولة والمتقاعدين من المدنيين والعسكريين، وذلك بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة وفقدان السيولة من بعض الصرافات وخروج بعضها الآخر عن الخدمة، مما يسبب المزيد من الازدحام على الصرافات العاملة، والتي تتمركز بغالبيتها في مراكز المدن فقط، مع قلة عددها وعدم تناسب هذا العدد مع الكتلة المالية للأجور الشهرية التي تم توطينها عبر المصارف ليتم سحبها عبر هذه الصرافات، والتي تقدر بالمليارات.

المواطنين عبروا عن استيائهم من تكرار وقوفهم بانتظار دورهم لعدة ساعات أمام الصرافات بشكل شهري، في حر الصيف الحارق وفي برد الشتاء القارس، وخاصة أولئك القادمين من الأماكن البعيدة إلى مركز المدينة، والذين يضطرون في بعض الأحيان للذهاب والاياب عدة مرات بالشهر كي يحصلوا على كامل أجرهم، باعتبار أن سقف السحب اليومي هو 25 ألف ليرة فقط، مع كل معاناة التنقل هذه، بظل تقطع الطرقات والحواجز، بالإضافة إلى التكاليف المرتبطة بهذه التنقلات، ناهيك عن تلك المرات التي يقفون بها على الدور دون جدوى، إما بسبب قطع الكهرباء المفاجئ، أو بسبب انتهاء الرصيد بالصراف، أو بسبب التأخر والاضطرار لترك الدور باعتبار أن المواصلات لبعض المناطق تتوقف في فترة بعد الظهر والمساء.

هذه المشكلة، التي أصبحت مزمنة ومتفاقمة، لم تجد الحلول المناسبة لها حتى الآن لدى أصحاب القرار، على الرغم من الوعود الكثيرة التي قطعت بهذا الشأن، حيث ما زالت الكثير من الصرافات الموجودة بأطراف المدن، وفي بعض أحيائها، خارج الخدمة، ويتم تفعيل بعضها أحياناً لعدة أيام فقط، وذلك لأسباب عديدة، منها ما يرتبط بالواقع الأمني، ومنها له علاقة بقطع التبديل والصيانة، وغيرها من الأسباب التي جعلت من هذه الخدمة الحضارية مذمومة لدى المواطنين جراء معاناتهم منها، على الرغم من تكبدهم رسوم سنوية لقائها، بالإضافة إلى الرسوم الأخرى المرتبطة بعمليات الاستعلام والسحب وتجديد البطاقة وغيرها من الرسوم التي يتم اقتطاعها آلياً لحساب المصرف المعني، مما جعل المواطنين يتساءلون عن جدوى هذه الاقتطاعات بظل تدني مستويات هذه الخدمة، والتي يتحملون أعبائها بشكل شهري، كما يستغربون من عدم إيجاد الحلول لمعاناتهم تلك حتى الآن، وكأن القائمين على هذه الخدمة غير معنيين بها.

مراسل قاسيون