دير الزور... آخر ما وصل اليه الحصار؟

دير الزور... آخر ما وصل اليه الحصار؟

الشهر التاسع من الحصار.. والشهر السابع من انقطاع الكهرباء.. الظلام والجوع والعطش والأمراض تفتك بهم، وآخرها حالات من مرض الكلب الذي يحتاج إلى علاج خاص غالي الثمن وهو غير متوفر..!!

لم تعد المشكلة فقط في ارتفاع الأسعار المحروقات والمواد الغذائية والأدوية الجنوني حيث وصل سعر كغ البندورة بـ 2000 ليرة، وكغ اللحمة 7500 وعلبة دخان الحمراء 2000 وعلبة سمنة وزنها 2 كغ بـ 11 ألف ليرة، بل في الانقطاع شبه التام لهذه المواد وصولاً إلى الخبز الذي لم يعد متوفراً، بسبب عدم نقل الخميرة جواً كما كان في السابق،حسب رواية البعض من أبناء المدينة، هذا الوضع دفع ويدفع المزيد من أبناء المدينة للخروج، ولكن معيقات الخروج، ليست أقل من معيقات البقاء...


حاجز أبو يوسف..

ما يسميه الأهالي حاجز ابو يوسف، هو الحاجز الرسمي الوحيد الذي يضطر المواطنون المحاصرون المرور به بعد الحصول على الموافقة والسماح بخروج المواطنين من الأحياء المحاصرة..
يقول ع، ف: لابد من دفع أتاوة الخروج، والتي تصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة لكل فرد،  وعلناً، حسب روايات الأهالي، وهذا ما أكده أيضاً العديد من الذين خرجوا من أهالي دير الزورعن طريق هذا الحاجز، ثم على الهياكل العظمية الخارجة السير مسافةً تقارب 5 كم مشياً على الأقدام، في وسط أراضٍ جرداء وتحت حرارة الشمس المحرقة، ووسط مخاطر القنص في أيةِ لحظة.. ناهيك عن الاتهامات بالجُبْن وغيرها لمن غادر لينقذ أسرته وأطفاله من موتٍ محتم.. بعد أن استهلكوا كلّ مدخراتهم وما لديهم من قطعٍ ثمينةٍ وأثاثٍ وممتلكات، فسيارة سابا حديثة جرى استبدالها بكيسٍ من السكر وكيسٍ من الرز.. هو الجوع الكافر..!


من الجوع الكافر  إلى جحيم التكفير..!

تقول س، ن : جئتم من بلاد الكفر أيها الكافرون.. هكذا يتلقى الدواعش التكفيريون من خرج،  ثم يعزلون الشباب في جهةٍ، وعليهم إخراج هوياتهم الشخصية أولاً، ثم البطاقات الجامعية ودفاتر الخدمة العسكرية التي تمزق فوراً والويل لمن يخفي شيئاً، حيث يفتشون تفتيشاً دقيقاً حتى عن شرائح الجولات على صغرها، ويجري البحث عن الأسماء المطلوبة، ومن يوجد له اسم يختفي ولا يعرف له أثر وبعد أيامٍ تصل الأنباء أنه تمت تصفيته بتهمة الردة والكفر والتعامل مع «النظام الكافر»، وخاصةً للعاملين في الدولة..
ويؤكد س، م الذي فقد نصف وزنه: العوائل والبقية يؤخذون إلى الحجز والتحقيق في مركز داعش التكفيري في مدينة معدان بين الرقة ودير الزور، وسؤالهم عن سبب بقائهم في بلاد الكفر.. مما دفع أحد المواطنين للقول لهم: ألم تقل أننا كنا في بلاد الكفر.. ألا ترحمنا لأننا خرجنا منها..؟ وكذلك يمنعون من المغادرة إلاّ في حدود المناطق التي يسيطر عليها التكفيريون وخاصةً النساء، حيث يتجهون إلى مدن المحافظة الأخرى كالمياذين والبوكمال، أو إلى قرى الريف.. ليبحثوا عمن يطعمهم لقمة الحياة المغموسة بالدم والذل والاتهام بالكفر..!
ويقول أبو أسامة: الأطفال يصرخون وهم يرون شيئاً من المواد الغذائية في البقاليات المنتشرة في الريف لقد قال لي ولدي: بابا.. بابا.. انظر علبة حلاوة..!! وطلب من مستضيفيه من الطعام فقط ( جز مز ) أي بيضاً وبندورة وبصلاً.. لأنّ هذه الوجبة كانت حلماً..!


صمت رسمي... وتهديد بفصل الموظفين..!

الصمت والتجاهل الإعلامي عما يجري، وتصوير الأمور في المناطق المحاصرة أنها طبيعية كما يدعي أحد مدراء الدوائر الذين نقلوا أسرهم إلى دمشق ويمضون معظم أوقاتهم فيها، ويهددون العاملين ويطالبونهم بالعودة خلال 15 يوماً وإلاّ سيفصلون من عملهم بناءً على تعليماتٍ من المحافظ والوزارات المختصة..
وزير يلتقي ببعض من يدعون أنهم وجهاء وشيوخ لجمع تبرعات لأهالي دير الزور المحاصرين، ويتبرع هو بـ 100 ألف ليرة؟؟؟، وهو مبلغ لا يكفي أسرة مؤلفة من 5 أشخاص لمدة 10 أيام حسب الأسعار في المناطق المحاصرة، هكذا يتعامل المسؤولون بشكلية واستعراضٍ فقط، بدل الحلول العملية بتأمين ونقل مواد إغاثية وطبية فوراً، وإيواء المهجرين الذين خرجوا مؤخراً.. ويتساءل هؤلاء في اتصالات هاتفية ومنهم ن ع:
نحن مقطوعون عن العالم لا نعرف ما يجري، ألسنا مواطنين سوريين.. لماذا هذا التجاهل الكبير لنا ولمن بقي محاصراً، ما الذنب الذي اقترفناه..؟ وقد أكد محافظ دير الزور لقناة سورية: أنه لا يوجد سوى ماء وخبز، وليس بيدي شيء.!

آخر تعديل على الأحد, 09 آب/أغسطس 2015 11:33