ألو ... هنا الحسكة؟!
ورد الى مكتب قاسيون من اقصى الشمال الشرقي – محافظة الحسكة- رسالة هاتفية تتضمن شكوى من فلاحين هناك بعدم استلام قيمة الحبوب الموردة الى مراكز المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب رغم مرور 45 يوماً على تسليمها، الى المؤسسة المذكورة..
تعتبر هذه المشكلة من المشاكل المزمنة في محافظة الحسكة التي تعتبر من المحافظات الأساسية بإنتاج الحبوب في سورية، وتحديداً مادة القمح، حيث عانى الفلاحون والمزارعون في سنوات عديدة منها، دون أي مبرر قانوني، وكأن الجهات الرسمية تتراشق المسؤولية دائماً
استمرار هذه المشكلة في ظروف الأزمة، وفي ظل الأوضاع الاستثنائية في المحافظة، لايؤثر فقط على المصالح المباشرة للفلاحين، بل يتعدى ذلك إلى المزيد من فقدان الثقة بأجهزة الدولة، مما ترك تأثيراً سلبياً في كميات توريد هذه المادة الاستراتيجية إلى مراكز مؤسسة الحبوب، حيث أصبح الفلاحون إما تحت ضغط وابتزاز التجار الذين حاولو شراء المادة بأسعار متدنية لا تناسب تكاليف الإنتاج وضرورات المعيشة، أو لجأوا إلى تخزينها ريثما يتم الطلب على المادة بأسعار أعلى، وفي الحالتين يخسر الفلاح وتخسر الدولة..
ناهيك عن أن ذلك قد يفتح الباب على امكانية تهريب هذه المادة الى الخارج، الأمر الذي يعتبر نزيفاً لثروة استراتيجية، كانت توفر المخزون الاستراتيجي منها الى سنوات إحدى ميزات سورية.
إن المطلوب إجراءات بسيطة وممكنة وتكمن تحديداً بضخ الكتلة النقدية الضرورية لتغطية أثمان منتجات الفلاحين، وتجاوز التعقيدات البيرواقراطية والروتين الإداري الذي يلعب دوراً في تفاقم المشكلة.