غياب الأساسيات في جامعة دمشق الثانية بالسويداء.

غياب الأساسيات في جامعة دمشق الثانية بالسويداء.

جامعة دمشق الثانية في محافظة السويداء، مازالت تعاني من غياب العديد من الأساسيات البديهية لتستحق اسمها العلمي وتاريخها.

البداية من السكن الطلابي الذي وُعد به الطلاب منذ افتتاح الجامعة، ولم ينجز حتى اليوم، بل وحتى لم تتم أية خطوة حقيقية لهذا المسعى. آخذين بعين الاعتبار أن الجامعة بكلياتها كافة أصبحت مقصداً لأعداد مضاعفة من الطلاب في المحافظات الجنوبية وغيرها، بسبب الأزمة الوطنية ومفاعيلها على التعليم الجامعي، في ظل حالة من الاستغلال العلني والوقح من أصحاب  بعض العقارات وبيوت الاستئجار للظروف الاستثنائية، إذ نجد أسعاراً غير منطقية للآجارات وحالات عديدة من الطرد التعسفي غير القانوني، وحالة عدم الاستقرار والضغط المادي الخانق الذي يعانيه الطلاب. كل ذلك عمليا ً هو نتيجة وحيدة ومباشرة لعدم تأمين السكن الجامعي النظامي والذي هو حق بديهي وأولي للطلاب.

ولا يقل أهمية عن موضوع السكن الجامعي موضوع المستوى التعليمي والامتحاني المتوفر، حيث تعاني كليات جامعة دمشق الثانية باختصاصاتها كافة من ضعف الشق العملي، وخاصة الفروع العلمية (الميكانيك-العلوم-الزراعة) التي تعاني بشكل محدد من نقص المخابر ومستلزماتها، وعدم قدرة تلك المخابر على تلبية الاحتياجات كماً ونوعاً، بما في ذلك من ضرر كبير على متانة المادة العلمية التي يحصل عليها الطلاب، وقدرتهم على التعامل مع الامتحانات في ظل عدم مراعاة الأسئلة والنماذج الامتحانية للعوائق الدراسية والعلمية التي يعانيها الطلاب.

أيضاً يعاني طلاب الجامعة من التخبط الذي تكرر أكثر من مرة في الامتحانات، عندما تغير النموذج الامتحاني من «مؤتمت» إلى «تحريري» أو بالعكس بشكل مفاجئ قبل موعد الامتحان مباشرة. يضاف إلى ذلك كله مواضيع غياب النظافة في القاعات ومرافقها، وضعف صيانة الحواسيب الأمر الذي يضر مباشرة بدراسة الطلاب وتأمين حصص العملي.

تبدو هذه الشكاوى تفاصيل صغيرة ومكررة في جامعات البلد، وغالباً ما يسمع الطلاب في شكاواهم المقدمة لإدارة الجامعة الخطاب التبريري الممجوج ذاته القائم على حجة أن البلد في حالة حرب،  لاشك أن البلد في حالة حرب، وصحيح حتماً أن هناك أولويات تتقدم على غيرها، لكن السؤال كيف لا يعتبر السكن الجامعي لطلاب جامعة دمشق الثانية أولوية، وهي الجامعة الحكومية المجانية التي تقدم خدمة اجتماعية ضرورية للأغلبية الساحقة من الشعب المنتج للثروة في هذا البلد..؟ في حين يتم تيسير أمور ترخيص وبناء وتنفيذ جامعة خاصة في محافظة السويداء، وتأمين الأرض اللازمة بالسرعة القصوى، والبدء بترغيب الطلاب حتى على منابر قاعات جامعة دمشق الثانية، ومن بعض الدكاترة، بميزات الجامعة الخاصة من حيث القيمة العلمية، والخدمة الفندقية، والسكن الجامعي، وغيرها من الميزات التي تكلف الملايين في التعليم الخاص، ولا يقدر على دفع تكاليفها سوى أقلية ضيقة جداً من فئة الطلبة الجامعيين.