محافظة حلب.. تهميش حكومي وتقاعس السلطة المحلية
ريح العاصفة زينة عرّت 4 أعوام من الإهمال الذي عانته المدينة ، والحلول الآنية والمنفعلة والوعود البراقة التي لم تستطع إلا أن تزيد من معاناة المواطنين وهو ما وضع التصريحات الحكومية والإدارة المحلية على المحك وأمام المساءلة ، فهل تحل أزماتها بالقدود وجلسات الطرب في ظل تعتيم إعلامي لقضاياها الملحة ومشكلاتها الحقيقية على المستوى الأمني والمعاشي!!
أزمات حلب الخانقة اليوم توجتها أزمة محروقات ترافقت مع سوء الحالة الجوية، في ظل سوء الوضع الكهربائي وأعطال الخطوط المغذية لشبكاتها حتى بات يشك في حقيقتها فعلياً مع استعار أسعار الأمبيرات ما ولد حالة حنق عامة وغضب من إهمال العاصمة الصناعية وتركها سدى، رغم المعاناة اليومية المستمرة التي لم تلق آذاناً صاغية حتى الآن من قبل المعنيين، ورغم المخالفات التي تحصل تحت وضح الشمس وعلى الملأ ضمن تسعيرات معروفة عند القاصي والداني، ما ولد إحساساً غير قليل بإهمال الدولة للمدينة حتى غدت «محافظة حلب» ولسان حال المواطن يحكي هل من أحد يذكر حلب، كمدينة سورية؟؟
مع بداية فصل الخريف جاءت الوعود بتوزيع المحروقات ضمن جداول زمنية لضمان تغطية المدينة بمخصصاتها، وتواتر التقارير من مجلس المدينة والتي حاولت التغطية على بروز ظواهر الأزمة من انخفاض الكمية مع توفرها في السوق السوداء، وارتفاع أسعارها لتصل ذروتها منذ أسابيع، حيث بدأ ظهور التجاوزات التي طالتها من وجود جداول اسميه وهمية لفعاليات وأسماء، إضافة لعدم التقيد بجداول التوزيع ودون الالتفات لحاجات مواطنيها، ومما زاد من وطأة هذه التقارير تصريح مدير محروقات حلب «بأن المادة متوفرة بشكل جيد ويتم توزيها بسهولة» من حيث عدم التعاطي معها بالعلن والاعتراف بها وعدم التوجه بالمساءلة القانونية للمسببين لها، ما يوجه أصابع الاتهام لمسؤولي المدينة على وجه الخصوص باعتبار أن نقل المادة يتم بيد الدولة حصراً وعبر صهاريجها.
هو عمى أوضاع أصاب مسؤولي المدينة وأبعدهم عن الواقع، ففي ظل هذه الأزمة بقيت تصريحات مسؤوليها تكابر وتحكي واقعاً بعيداً كل البعد عن حياة المواطنين، وآخره تصريح محافظ حلب «الوضع جيد جداً من ناحية الخدمات وهي تعيش كما باقي المحافظات» ما أثار حالة من السخرية بين أوساط المواطنين، وهو ليس بعيد عن العديد من الوعود الحكومية البراقة التي كانت تقدم لتزداد الأوضاع سوءاً مع كل تصريح.
حالة الحنق واليأس الشعبي بلغت ذروتها وتستفحل يوماً بعد يوم رغم أن المواطن ظل مدة الأزمة متمسكاً بالدولة كحاضن لحقوقه وكيانه، وعنصر دعم لصمودها وتصديها ومنعتها في ظل أزمة ضربت أمنها وهزت اقتصادها، لكن الفعل الحكومي على الأرض أوصله لمرحلة يأس كبيرة، فتمجيده على المنابر كان ينعكس تضييقاً وخنقاً وضغطاً طال مقومات عيشه وحقوقه ووضعه بين مطرقة الإرهاب وشماعة أزمة علق عليها فساد المسؤولين الذي استشرى فيها.