الحسكة: العام الحالي كسابقه.. ماذا عن الجديد

الحسكة: العام الحالي كسابقه.. ماذا عن الجديد

لايشكل إعداد موجز لأبرز الصور والمشاهد التي عاشتها محافظة الحسكة خلال العام 2014 أمراً صعباً، طالما أنها صور ومشاهد مشابهة إلى حد كبير لما كان عليه واقع المحافظة الشاسعة العام الذي سبقه، مع إضافة بعض التعديلات التي تزيد من قتامة الواقع الذي يعيشه السكان تحت تأثير الأزمة السورية.

لكن الواقع البائس الذي تعيشه الحسكة، بكافة مدنها وبلداتها وقراها، لم يدفع الناس لليأس من عام مقبل قد يكون أفضل لو قليلاً، بحيث يشهد تحركاً حكومياً جدياً يعمل على تخفيف أعباء الحياة بشكل تدريجي، وصولاً لتوفير أبسط مقومات استمرار حياة من لم يختر الهجرة عبر الحدود وقرر البقاء في بلده.
عام بائس
خلال عام كامل، تناولت «قاسيون» كثيراً من هموم الناس في الحسكة، والصعوبات التي تواجههم، على أمل أن يصل الصوت للمسؤولين عن المحافظة، ليقوموا بواجبهم ليس أكثر، عبر تطبيق حلول تناسب الأزمة السورية، وتسمح باستمرار الحياة التي كادت أن تقف.
وتصدرت المشاكل الخدمية، غالبية الموضوعات التي تم تناولها، ولاسيما أزمة انقطاع الكهرباء التي تصل إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، إضافة لانقطاع المياه المستمر عن كثير من الأحياء، وأزمة الغلاء الجنونية التي سجلت أعلى الأرقام على مستوى المحافظات السورية.
وإضافة للمشاكل الخدمية التي لا تنتهي قائمتها ومن ضمنها الغاز المنزلي، طرحت «قاسيون» قضية الغش والفوضى التي رافقت الامتحانات العامة بدورتيها، ومشاكل الفلاح الذي كان الخاسر الأكبر في الأزمة في إطار تدمير ممنهج للريف بات يهدد وجود الإنسان هناك.
عام ذهبي
على الجانب الآخر، يعتبر العام 2014 ذهبياً بكل المقاييس للقطاع الخاص ورجالاته الجدد الذين أفرزتهم الأزمة، فقد ازداد تجار العملة الصعبة بشقيها (الدولار واليورو) بشكل لافت، وارتفع كم ونوع القطاعات التي أصبحت بيد القطاع الخاص لتشمل الدواء والغذاء والمحروقات والنقل مقابل انسحاب حكومي تدريجي.
ويوحي النشاط اللافت للقطاع الخاص خلال العام 2014 وتطوره الهائل، بأن البلاد لا تعيش أزمة كبيرة كما تُظهر وسائل الإعلام، لابل على العكس، يبدو الوضع بالنسبة للتجار انتعاشاً اقتصادياً لا يكشف زيفه إلا ازدياد عدد الباحثين عن الطعام في أكياس القمامة، وارتفاع مستوى الجريمة المخيف.
عام الأمل
التقت قاسيون طوال العام 2014 بكثير من الناس خلال إعداد تقاريرها الأسبوعية عن الحسكة، ويقود جمع آراء هؤلاء الناس إلى الحصول على مايشبه استطلاع رأي عشوائي لكنه شامل لكثير من فئات السكان وتوجهاتهم وأعمارهم.
وبينما يتصدر الأمن، أولى اهتمامات السكان، بعد عدة أحداث أليمة تسببت بسقوط ضحايا، لايمل الناس الحديث عن المشاكل اليومية التي يواجهونها رغم وجود الكثير من الحلول البسيطة التي تجعل الحياة أسهل، مع تمسكهم بأمل كبير يطالبون المسؤولين في الحسكة بالحفاظ عليه عبر تطبيق حلول وليس الحديث عنها.
حل ابداعي ..ولا أحد يسمع!
وعلى سبيل المثال، قدم مهندس يعمل في الكهرباء، التقته «قاسيون» في وقتٍ سابق، حلاً منطقياً لأزمة الكهرباء في المحافظة، يتمثل بتوزيع الكهرباء الموجودة بشكل مقنن وعادل على كل المنازل في المحافظة، بحيث يصل لكل منزل 6 أمبير أو 8 أمبير بحسب ما تتيح كمية الكهرباء المتاحة، تماماً كما توزع المولدات الخاصة الكهرباء للمنازل بالأمبير.
ويقول المهندس الذي يرفض الكشف عن اسمه، إن تطبيق حل كهذا، سيقود لحلحلة مجموعة مشاكل أخرى، في مقدمتها مشكلة فواتير الكهرباء المتراكمة على الناس، حيث سيدفعون الأربعة آلاف ليرة شهرياً المخصصة لصاحب المولدة، للمؤسسة العامة للكهرباء التي تحاول استرداد ديونها على الناس بطرق غريبة وصلت حد إيقاف الناس على الحواجز.