في طرطوس الإقطاع يعود من جديد!

في طرطوس الإقطاع يعود من جديد!

في خضم الأزمة السورية الطاحنة تعيش كل الفئات الاجتماعية مأساة متواصلة وأكثر الفئات تضرراً هي الطبقة الفلاحية فكل الظروف تزيد من معاناتها في غلاء فاحش للمواد الزراعية وتحكم جشع من تجار الأزمة وقرارات حكومية متواصلة باتجاه الخصخصة وعودة الرأسمالية بقوة... والآن تشهد طرطوس ظاهرة خطيرة في هذه الظروف الصعبة وهي عودة الروح الإقطاعية لسليل الإقطاع مستغلاً الفوضى وامتلاك المال والفساد المتفشي في إدارات الدولة وبقي شعار (الأرض لمن يعمل بها) شعاراً شكلياً على جدران اتحاد الفلاحين والجمعيات الفلاحية وكأن هذا الشعار الذي تعلمناه في المناهج الدراسية أكثر من 45 عاماً  أصبح مجرد «حبر على ورق».

 قبل سنوات نشرت قاسيون مقالاً حوى مشكلة قرية «بزاق» ومحاولة بقايا الأقطاع العودة لامتلاك أراضي القرية من جديد مستندين إلى فساد بعض المسؤولين المتواطئين معهم ولكنهم فشلوا بسبب تكاتف أهالي القرية ووقوف الشرفاء في المحافظة إلى جانبهم... وها هو الإقطاع يطل برأسه من جديد في قرية «مجدلون البحر» حيث اشتكى المزارع سمير طحبوش، إلى الجهات المسؤولة في المحافظة وإلى جريدة قاسيون من محاولة الملاك وسليل الإقطاع الاستيلاء على أرضه الذي يزرعها منذ أكثر من 25 عاماً ولم يعتمد المالك على القانون لكي يأخذ هذه الأرض بل اعتمد قوة المال وقوة الفساد الذي يستند عليها هو وأمثاله فلقد استجلب المالك مجموعة من المسلحين المجهولين من أصحاب السوابق وقدموا إلى الأرض التي يزرعها الفلاح سمير طحبوش، منذ أكثر من 25 عاماً ولديه الأوراق التي تثبت مزارعته لها..
مراسل  جريدة قاسيون كان شاهد عيان على ما جرى و«المعركة» التي حصلت بين المالك وأعوانه الذين حرثوا الأرض المزروعة بالقمح، وتم إتلاف المحصول العائد للمزارع سمير طحبوش وبقوة السلاح وعندما اعترض الفلاح سمير طحبوش على هذه الممارسات، وقال لهم هناك دولة وقانون فكان الجواب من شبيحة المالك (نحن الدولة والقانون) ومراسل قاسيون كان شاهداً ميدانياً على هذه الأحداث المؤسفة التي يتم فيها (أكل السمك الكبير للصغير) والمزارع سمير طحبوش تحدث غاضباً وحزيناً كيف أسكت على حقي بعد 25 عام وأولادي الثلاثة يخدمون بالجيش العربي السوري ويأتي هذا الإقطاعي وأعوانه لكي يكملوا على معاناتنا ومأساتنا وقاسيون تطالب كل الجهات المسؤولة وكل ذي ضمير حي أن يقف مع الحق والمظلوم في وجه الباطل والظالم ........