(أجنحة خاصة) لحل أزمة النقل في الحسكة

(أجنحة خاصة) لحل أزمة النقل في الحسكة

أطلقت شركة «أجنحة الشام» للطيران، وهي شركة خاصة، أمس السبت (8/11/2014)، أولى رحلاتها بين مدينة القامشلي ودمشق واللاذقية وبالعكس، بالتزامن مع تفاقم أزمة السفر عبر الشركة «السورية للطيران» الحكومية، حيث يسيطر الفساد والسوق السوداء على عملية بيع التذاكر في مكتب الشركة بالقامشلي وهو المكتب الوحيد بمحافظة الحسكة.


ومع غياب أي حل فعلي لما يجري في عملية حجز التذاكر في مكتب «السورية للطيران»، من المتوقع أن تلقى الشركة الخاصة الجديدة إقبالاً كبيراً من سكان المحافظة التي يتعذر على مواطنيها السفر براً بسبب عدم مأمونية الطرق على خلفية الحرب الجارية في البلاد، فيما بات الحجز من مكتب «السورية للطيران» صعباً.
15500ل.س ثمناً للتذكرة
ولا يوجد عناصر من الجيش والأمن أمام مكتب «أجنحة الشام»، كما هو الحال أمام مكتب السورية للطيران، حيث تقف سيارة دفع رباعي وقد نصب عليها سلاح «الدوشكا»! الذي عرفه السوريون في السنوات الماضية، بهدف تنظيم الازدحام اليومي أمام مكتب الشركة على أمل الحصول على تذكرة سفر لطالب جامعة يريد الالتحاق بجامعته، أو مريض يبحث عن العلاج في دمشق.
وزار مراسل «قاسيون» مكتب «أجنحة الشام»، ليرى معاملة القطاع الخاص المعروفة بالانتظام والاحترام، لكنها بأسعار عالية، حيث تتقاضى الشركة الخاصة 15500 ليرة ثمناً للتذكرة الواحدة، وتمتنع عن إعادة المبلغ في حال قرر المسافر إلغاء أو تأجيل الرحلة، فيما يبلغ سعر تذكرة السفر في الشركة السورية للطيران (الحكومية) 6850 ليرة فقط، مع إمكانية التأجيل والإلغاء.
حلول بورصة الأسعار
وفي تسلسل مشابه يسبق كل عملية خصخصة لأحد قطاعات الحكومة الرئيسية، ارتفعت وتيرة الحديث عن أزمة حجز التذاكر عبر «السورية للطيران» في وسائل الإعلام المحلية، دون تقديم أي حلول فعلية لها من قبل القائمين على الشركة، قبل أن يتم الإعلان عن انطلاق رحلات «أجنحة الشام» كحل لأزمة شركة أخرى قد تشهد مزيداً من عمليات الفساد في ظل وجود تبرير لمن يود السفر باللجوء للشركة الخاصة.
وتباع تذاكر «السورية للطيران» بأكثر من سعرها الحقيقي عبر شبكة فساد يتشارك فيها أكثر من جهة، ووصل سعر التذكرة إلى أكثر من 50 ألف ليرة قبل نحو ثلاثة أشهر، بالتزامن مع اضطرار آلاف الطلاب الجامعيين للسفر لتقديم دورة امتحانية إضافية.
الضعف لـ«اعتبارات إنسانية»!
وتقول شركة «أجنحة الشام» في بيان انطلاق رحلاتها، إنها «أعطت أولوية التشغيل لمطار القامشلي لاعتبارات إنسانية واجتماعية بالدرجة الأولى قبل الاعتبارات التجارية!»، لكنها لم تشر إلى أسباب تحديد سعر يفوق ضعف أسعار تذاكر «السورية للطيران».
ويقول المسؤولون عن «السورية للطيران» باستمرار إن المشكلة تكمن في عدم توفر طاقة تشغيل كافية لأبناء الحسكة والنازحين إليها، وهو ما يعني أن طائرتين جديدتين لأجنحة الشام لن تحلا المشكلة طالما بقي السفر البري خطراً على المسافرين.
خطوة باتجاه الخصخصة
ويُخشى أن يكون التغاضي عن عمليات الفساد المكشوفة في بيع تذاكر «السورية للطيران»، وعدم تقديم حلول فعلية لها، جزءاً من توجه حكومي غير علني يدفع نحو الخصخصة بشكل حثيث، ويجد في مشاكل القطاع العام مبرراً لتسويق توجهاته التي نالت هذه المرة من قطاع الطيران المدني المربح الذي كان حكراً على القطاع العام لعقود طويلة.