برسم وزارة التربية.. متى تعود معلمات الصف «الملتزمات» إلى أهلهن؟!
وردت إلى «قاسيون» شكوى من أهالي بعض المعلمات خريجات كلية التربية اللواتي خدمن سنتين أو أكثر كمعلمات صف من الفئة الأولى في محافظات مغايرة لمحافظة سكنهن بعد تخرجن في كليات التربية في الجامعات السورية بموجب الكتاب رقم 219/543 – (4/6) بتاريخ 21/1/2008 الذي ألزمهن بتعهد التدريس في محافظة مغايرة لسنتين أوخمسة فصول تدريسية قبل إعادة نقلهن وتعيينهن في محافظات إقامتهن.
ومن المعروف أن تعيين هؤلاء المعلمات جاء نتيجةً لمسابقات مغايرة لتلك التي عين على أساسها المدرسون (خريجو الجامعات من الأقسام غير التربية)، والذين تم تعينهم بموجبها في محافظات مختلفة عن مكان إقامتهم أيضاً ولكن بتعهد خمس سنوات.
وأشارت الشكوى إلى أن تعيين خريجات كليات التربية كمعلمات صف جاء على أساس التزامهن فترةً لا تدوم أكثر من سنتين، ولكن قد مضى الآن على التعيين عامان ولم يتم نقل المعينات اللواتي باشرن في عامهن الثالث من الخدمة في المناطق والمحافظات البعيدة عن سكنهن، علماً أن كل البنات اللواتي درسن هذا الفرع كان أملهن التعيين في محافظاتهن.
وكان معنيون في وزارة التربية قد صرحوا في أكثر من مرة أن مدة الإلزام هي فقط سنتان على الأكثر أو خمسة فصول دراسية.. ولكن الشكوى أشارت إلى أنه وحتى الآن لم يظهر أي شيء حول عملية النقل إلى محافظات الإقامة، علماً أن المعلمات المعينات يعشن معاناة حقيقية فيما يخص صعوبة تأمين السكن اللائق والمقبول حيث إن السكن باهظ الأجر في معظم المحافظات، كما يعانين عدم القدرة على تأمين حاجتهن من مادة المازوت خلال الشتاء القاسي، وعدم القدرة على التجول في الأسواق الشعبية لتأمين المواد الغذائية بشكل لائق بسبب الاختلاف الشاسع في العادات والتقاليد الاجتماعية بين مراكز المدن التي كانوا يعيشن فيها وبين الأرياف التي يؤدون فيها خدمتهن الإلزامية كمعلمات صف، وتوازي ذلك مع ضيق شبكة الخدمات الاجتماعية المقدمة في الأرياف وهو ما يعانيه أيضاً السكان الأصليون، ويزيد السفر المتواصل من مكان الخدمة إلى مكان الإقامة مشكلات المعلمات المعينات سواء لجهة أجور السفر المرتفعة أو لجهة المشقة وهدر الوقت، وفي الجهة المقابلة يتكبد أهالي المعلمات هؤلاء مصاريف إضافية فوق الراتب الذي تحصله معلمة الصف، وذلك لأن الراتب لا يكفي لسد الحاجات في ظل غلاء المعيشة المستمر.
إن استمرار إلزام معلمات الصف المعينات مدةً أطول، دون الإشارة إلى السقف الزمني أو التزام الوزارة به بشكل واضح سيزيد من أعباء هؤلاء المعلمات بكل تأكيد، وقد ينعكس سلباً على أدائهن التدريسي كذلك، وعلى اعتبار أن أجور المعلمات المعينات لا تكفي لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية، فإن وزارة التربية عبر تأخيرها لقرار نقلهن إلى محافظات إقامتهن سيكون ذا ضرر كبير على مستقبل هؤلاء المعلمات المهني والاجتماعي في الوقت نفسه، وقد يتسبب هذا الأمر بمشكلات ليست حقول التعليم بحاجة إليها ومنها كأضعف الإيمان أن تعقد بعض المعلمات العزم على الخروج من دائرة التدريس علماً أن أموالاً طائلةً أنفقت لإعدادهن وتأهيلهن، وفي هذا هدر للمال والجهد الكبيرين اللذين بذلا على مدى سنوات طويلة.
فمتى يتم نقل معلمات الصف إلى محافظات إقامتهن يا وزارة التربية؟!