حول المفاضلة والقبول الجامعي!

حول المفاضلة والقبول الجامعي!

تعالت مؤخراً بعض الأصوات التي تطالب بالتشدُد في عمليات المفاضلة والقبول الجامعي، بحجة اتساع مستوى الغش بالامتحانات الثانوية، في بعض المناطق المتوترة، والتي غالبية سكانها من أبناء الفقراء، من العمال والفلاحين وغيرهم، والذين يدفعون ضريبة كبيرة في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها تلك المحافظات.

لا شكّ إن الغش الامتحاني مرفوض جملة وتفصيلاً وبمستوياته كافة، ولكن ليس من الجائز تحميل كل الطلبة مسؤولية تفشي هذه الظاهرة لأسباب لاعلاقة لهم بهم، ولا يجوز معالجة مشكلة الغش بتعقيد موضوع الاستيعاب الجامعي، لاسيما وان سياسة الاستيعاب خلال السنوات الاخيرة تركت عشرات الاف الطلبة خارج دائرة استكمال التعليم الجامعي، وفي المعاهد المتوسطة، بل المطلوب اتباع المرونة في سياسات القبول، وابتكار طرائق جديدة تراعي ظروف الطلبة في ظل الأزمة من جهة ، وتحد من تأثير عمليات الغش في الوقت نفسه.
كما أنه بات من الضروري اعادة النظر بالطريقة التقليدية المتبعة في اجراء الامتحانات في السنوات اللاحقة، فالطريقة المتبعة لا تعبر عن المستوى الحقيقي للطلبة، ودائما تترك هامشاً  لعدم التقييم الصحيح لقدرات الطالب، وتتوفر من خلالها إمكانية الغش والتحايل وخصوصاً في ظل الاوضاع الحالية، وذلك ضمن تغيير جذري للسياسة التعليمية – التربوية في البلاد من جهة المناهج وطرائق التدريس، وطريقة تعيين الكادر الإداري ومستوى الكادرالتدريسي.