54%.. الثروة الحيوانية إلى النصف؟!

54%.. الثروة الحيوانية إلى النصف؟!

لا يظهر إحصاء دقيق للثروة الحيوانية خلال الأزمة،  يوضح تراجع أعدادها وذلك نتيجة طبيعية لخروج مناطق واسعة من دائرة التواصل مع الجهات الإحصائية الزراعية الرسمية. ولكن استيراد تجار القطاع الخاص للأعلاف، سواء لصالح الجهات الرسمية أو لصالحهم، يستطيع أن يعطي دلالة على تعداد الثروة الحيوانية، من خلال الكميات التي تطلبها السوق المحلية من الأعلاف، سواء للدواجن أو للماشية، مع العلم أن تجار القطاع الخاص أكثر قدرة بالتأكيد على الوصول إلى  كافة المناطق.

الكميات المستوردة من الأعلاف في 2010:  2.2 مليون طن، يقابلها الكميات المستوردة في 2013: مليون طن.

ما يدل على تراجع في كميات الأعلاف المستوردة بمقدار 54%، وهذا يسمح لنا بتقدير نسب تراجع الماشية في سورية، أو على الأقل التي يستطيع مربيها إيصالها إلى الأسواق، وتستطيع الأسواق الوصول إليها وتأمين مستلزماتها، ومن المتوقع أن التراجع هو أكبر من هذه النسبة، تحديداً مع تراجع المراعي الطبيعية والمنتجات الزراعية التي كانت تستخدم مخلفاتها كأعلاف. 

 300% التضخم في أسعار المستوردات

بينما انتقلت أسعار الطن من كسبة فول الصويا من 24،4 ألف ل.س للطن في 2011، إلى 39،3 ألف ل.س 2012 نصف أول، إلى 75،1 ألف ل.س/طن 2013 نصف أول، إلى 98 ألف ل.س/ طن. أما بالنسبة للذرة الصفراء فقد ارتفعت أسعار الطن المستورد من 18950 ل.س 2011، إلى 22 ألف ل.س في 2012، إلى 37،5 ألف ل.س 2013، وصولاً إلى 48 ألف ل.س للطن. أي أن نسبة الارتفاع بلغت  158% في الذرة الصفراء، وينبغي التذكير بأن الذرة الصفراء هي منتج محلي واسع الانتشار، إلا أن تراجعه يعود إلى الاضطراب في مناطق إنتاجه الرئيسية في المنطقة الشرقية. وكلا المادتين كسبة فول الصويا، والذرة الصفراء، تعتبر من أهم المكونات العلفية وتحديداً بالنسبة لغذاء الدواجن. التي ارتفعت أسعارها من 120 ل.س للكغ في عام 2010 للفروج المذبوح إلى 500 ل.س وفق نشرات أسعار رسمية. أي أن الارتفاع في الأسعار التي يدفعها المستهلك بلغ: 316% أيضاً.  وفي تقارب نسبة الارتفاع دلالة هامة على أن تغيرات أسعار مستوردات الأعلاف يعتبر العامل الحاسم في تغيرات أسعار لحوم الفروج تحديداً.

 5%  رفع رسوم الأعلاف

الحكومة في جملة تغييراتها للرسوم الجمركية، التي خفضت فيها الرسوم على معظم المواد المستوردة، ولم تستثن أية مادة ذات طابع استهلاك ترفي، قررت أن تستثني مستوردات الأعلاف من تخفيض الرسوم، فكانت الأعلاف إحدى المواد التي ارتفعت رسومها من 1% إلى 5%!. أي أن الحكومة ستحصل في العام القادم من تجار استيراد الأعلاف على قرابة 3،6 مليار ليرة من الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا فقط!. وهذه سيدفعها التاجر المستورد للحكومة، ويأخذها من المنتج أو المستهلك.  قاسيون بناء على هذه الأرقام وغيرها ستستكمل ملف الثروة الحيوانية، وقطاع الأعلاف في العدد القادم 695.