تداعيات الأزمة على «طلاب» عفرين وعين العرب
يعيش هؤلاء الطلاب في مدينتي عفرين وعين العرب «كوباني» التابعتين للريف الشمالي في محافظة حلب ظروفاً مأساوية كارثية بمختلف أنواعها منذ اندلاع الأزمة في آذار عام 2011م في ظل التعتيم الإعلامي الواضح، والتي ذهب ضحيتها على مستوى سورية 7692 طفلاً بالإضافة إلى تشرد ونزوح أكثر من مليون طفل نحو دول الجوار والعالم.
ولذلك لابد لنا أن نسلط الأضواء على واقع العملية التربوية والتعليمية في هاتين المدينتين (عفرين- عين العرب) انطلاقاً من المعلومات والمعطيات المتوفرة بين أيدينا، والتي تم الحصول عليها بوسائل مختلفة.
استمرار المعاناة..
مازالت هاتان المدينتان بالمعنى الإداري خارج سيطرة الدولة وتخضعان لسلطة محلية تحت مسمى الإدارة الذاتية التي نشأت لسد الفراغ الأمني والإداري، ولذلك تجري العملية التربوية والتعليمية هناك بالتنسيق مع مديرية التربية في محافظة حلب مع مراعاة الخصوصية المحلية نتيجة لانعكاسات ظروف الأزمة عليها.
ففي مرحلة التعليم الأساسي والثانوي مازال الطلاب والكادر التدريسي والإداري يمارسون دورهم ضمن سياق تعليمات مديرية التربية في محافظة حلب، إلا أن العملية الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي في هاتين المدينتين مازالت تعاني الكثير من المشكلات والصعوبات المختلفة في ظل الأزمة الراهنة.
12 ساعة للوصول إلى حلب!
فتعليمات مديرية التربية لا تسمح بإقامة مراكز امتحانية علماً أن الظروف الأمنية هناك هادئة نسبياً، وبالتالي قررت المديرية إجراءها حصراً في مدينة حلب، خاصة وأن الزمن المستغرق للوصول إلى المدينة بدأ يشكل عائقاً كبيراً بالمعنى الأمني وطول المسافة التي تتجاوز أحياناً /12 ساعة/ بعد إغلاق معبر حلب لتتجه حياة هؤلاء الطلاب إلى المزيد من التعقيد والمصير المجهول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معاناة أهالي الطلاب في تأمين السكن في ظل ارتفاع أسعار الآجارات بشكل غير مسبوق، فهي بحد ذاتها مشكلة تضاف إلى قائمة تلك المآسي التي تعيق طموحات هؤلاء الطلاب.
واقع الخريطة المدرسية
هناك تشابه كبير في واقع الخريطتين حيث يوجد فيهما مجمعان تربويان، فمدينة عين العرب «كوباني» وحدها تضم حوالي 225 مدرسة للتعليم الأساسي (الحلقتان الأولى والثانية) بالإضافة إلى ثلاث عشرة مدرسة ثانوية، وعدد المدارس المفتوحة فيها حوالي 64 مدرسة بينما لم تفتح حوالي (160) مدرسة أبوابها، حيث تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين القادمين من محافظة حلب وأطرافها.
في حين بلغ عدد الطلاب في الشهادة الثانوية لهذا العام أكثر من (1000) طالب وطالبة، وعدد طلاب شهادة التعليم الأساسي حوالي /5000 طالباً وطالبة/، بينما في مدينة عفرين والتي تتبعها سبع بلدات ونواح بالإضافة إلى حوالي 360 قرية ومزرعة فتشمل على /300 مدرسة/ للتعليم الأساسي (ح1+ح2) و 14 مدرسة ثانوية تقريباً.
وعدد المدارس المفتوحة قليل جداً حيث تحولت بمعظمها إلى مراكز إيواء للنازحين الذين يعانون الأمرّين معاً، ومن هنا فإن ما ينطبق على معاناة طلاب الشهادة في مدينة عين العرب لا يختلف عن هموم ومشاكل طلاب الشهادة في مدينة عفرين.
من التراجع إلى الانهيار!
وهكذا يبدو واضحاً إن العملية التربوية والتعليمية تسير نحو المزيد من التراجع، ولذلك فمن حق الأهالي المطالبة بالنظر الجاد حول حقيقة أوضاعهم وإيجاد الحلول الإسعافية التي تؤمن الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه.