حشرات وكلاب شاردة في بعض أحياء دمشق
أثار «هجوم» الحشرات بشكل مفاجئ على بعض أحياء مدينة دمشق وريفها، مخاوف العديد من الأهالي، وخاصة في ظل ما وصفوه بـ«غياب دور البلديات والمحافظة» برش المبيدات الحشرية، في حين انتشرت داخل مناطق معينة من ريف دمشق عشرات الكلاب الشاردة القادمة من «مناطق الحروب» بحسب الأهالي.
ووفقاً لـ«رواد»، طالب جامعي وأحد سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، فإن الحشرات بدأت بالانتشار بشكل غريب وكثيف نهاية شهر آذار، ما يعتبر موعداً باكراً قبل هجوم موجة الحر الطبيعية في فصل الصيف، قائلاً «إن هذا الانتشار الكثيف ينذر بكارثة قد تحل بنا منتصف فصل الصيف».
مخاوف من انتشار «الأوبئة»
وتابع رواد حديثه قائلاً «إن أهم أسباب انتشار هذه الحشرات، هو تراكم القمامة في المنطقة بشكل كبير وعدم ترحيلها بشكل منتظم، وخاصة مع ازدياد عدد سكان المدينة نظراً لتوافد مئات النازحين إليها مؤخراً».
وبدوره عبر «بسام»، رب أسرة من 4 أفراد، عن مخاوفه من «انتشار الأمراض والأوبئة عن طريق هذه الحشرات، وخاصة أن المناخ والظروف المحيطة بمدينة جرمانا تسهل حدوث ذلك، نظراً للمعارك الدائرة والجثث المنتشرة للقتلى في الريف الساخن المحيط بالمدينة».
وأردف بسام «إن الاكتظاظ السكاني في المدينة قد يساعد على انتشار أي وباء بطريقة سريعة، وهذا ما يجب على الجهات المعنية أخذه بعين الاعتبار والقيام بخطوات جدية لإنهاء الخطر المحدق بنا».
أنواع «غريبة» من الحشرات!
من بين الحشرات المنتشرة «أنواع غير معروفة بالنسبة للسكان، وأشكال غريبة لم تتم مشاهدتها سابقاً» بحسب الأهالي، حيث قال «علي»، شاب يعمل في محل للحلويات في جرمانا، «إن بعض أنواع الحشرات التي باتت مزعجة مؤخراً، ولم نشاهدها سابقاً، فأشكالها غريبة، وبعضها يلسع رغم أنه يشبه الذباب الصغير».
وأضاف علي «الخوف حالياً على صحة الأطفال، فقد لوحظت بعض أعراض الحساسية لدى البعض، فأي وباء قد تنقله هذه الحشرات الغريبة قد يهدد حياتهم» مشيراً إلى أن «العام الماضي كنا نعاني من المشكلة ذاتها ولم تحل القضية، حتى استفحلت العام الحالي».
بردى منبع «الحشرات»
مشكلة الحشرات لم تنحصر فقط بريف دمشق، فقد قدم بعض أهالي دمشق وخاصة من منطقة ركن الدين شكاوى عدة لصحيفة «قاسيون»، عن «تحول فرع نهر بردى بالمنطقة إلى مياه آسنة بعد أن أصبح مكباً للنفايات، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وازدياد أعداد الحشرات هناك كونه أضحى بيئة حاضنة ومنبعاً لها، بل أن من يشاهده لا يرى إلا قناة صرفٍ صحي مكشوفة ومجمعاً للنفايات ومستنقعاً للحشرات والأوبئة».
وطالبت «الشكاوى» محافظة دمشق بالعمل على إغلاق النهر أو تنظيفه بشكل دوري، تلافياً لأية أمراض قد تنتشر بسبب هذا النهر خاصة أنه ومع انتهاء فصل الشتاء وبدء ارتفاع درجات الحرارة عموماً وهذا العام بالذات نتيجة الجفاف العام في المنطقة بات من الضروري جداً إيجاد حلّ جذري لمنع حدوث كارثة صحية وانتشار الأمراض الوبائية.
إضافة إلى ترحيل القمامة المتراكمة بكثرة وخاصة في الأحياء العشوائية، نتيجة ازدياد عدد السكان لاستقبال الأسر النازحة، مشيرين إلى «تقصير من قبل البلديات بهذا الصدد».
الكلاب الشاردة و«داء الكلب»
وفي سياق آخر، لفت بعض أهالي ريف دمشق الآمن كـ«الكسوة- جرمانا»، وبعض سكان دمشق كـ«باب توما»، إلى ظاهرة وصفوها «بالخطيرة» أيضاً، وهي انتشار الكلاب الشاردة مجهولة المصدر بين المدنيين، مشيرين إلى أن «بعض أسر النازحين في المنطقة يلعبون معها جاهلين خطورة إصابتها بالأمراض كداء الكلب والجرب وما إلى ذلك».
ونوهت الشكاوى إلى أن «أغلب هذه الكلاب قادمة من الريف الساخن حيث الجثث المنتشرة، وقد تكون هذه الحيوانات مصابة بداء الكلب أو الجرب، وهنا تكمن المخاوف من انتشارها بين السكان».
حملات «ضئيلة»!
البلديات وبحسب الشكاوى، لم تعد تطلق حملات التخلص من هذه الكلاب كما السابق، لا عن طريق الطعام المسموم ولا عبر الأعيرة النارية، ما زاد من عددها وشجع على تكاثرها.
وعلى ذلك، قال مدير الشؤون الفنية بوزارة الإدارة المحلية إياد شمعة في تصريحات إذاعية له، إن «عدم توفر مواد أساسية لرش المبيدات أخّر المباشرة بالعمل، وذلك نتيجة التوتر في بعض المناطق الساخنة» نافياً وجود مشكلة في كثرة الحشرات بدمشق.
وحول ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة قال شمعة «إن معالجة انتشار الكلاب كان يتم بتوزيع طعوم كاذبة تحمل رؤوس دجاج سامة، لكن الأن تتم بشكل أضيق، بالإضافة لطريقة الطلق الناري التي تتم أيضاً بحدود ضيقة».
مخاطر كبيرة..
وانتشرت الحشرات والكلاب الشاردة العام الماضي أيضاً، حيث حذّر مصدر في وزارة الصحة متخصص بمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات حينها، من مخاطر «كبيرة»، منوهاً إلى «مخاطر صحية جمة قد يتسبب بها الظهور الكثيف والمفاجئ للحشرات في دمشق وريفها، وخاصة الأنواع الجديدة منها التي لم نرها منتشرةً في دمشق وريفها من قبل».
كما ساعد انتشار القمامة بكم هائل في بعض المناطق الساخنة بريف دمشق، بتهيئة الظروف المواتية لانتشار ذبابة الرمل المتسببة بمرض اللاشمانيا «حبة حلب» بحسب تحذيرات سابقة.