قطاع التربية يحتاج لإعادة النظر «بالتربية»
من المشكلات الكبرى التي يواجهها قطاع التعليم وجود بعض النفوس الضعيفة التي تحاول التعويض عن النقص بفرض الشخصية بأسلوب غير حضاري، وبعيد عن المفهوم التربوي، ومع أن الكثيرين من المدرسين قد اتخذوا شعار «العلم والأخلاق هدفنا والتربية والقيم طريقنا» إلا أن البعض منهم يبتعد عن هذا الشعار بالتعامل بأسلوب التسلط والفوقية.
شكت بعض طالبات مدرسة (ع. أ) الواقعة في الميسات (دمشق) ما جرى لزميلتهن على يد إحدى المدرسات، والتي ما تركت فرصة تمر دون أن تتفاخر بالماجستير التي تحمله أمام طالباتها مكررة لهن دوماً: (أنا معي ماجستير، وبدي حط عقلي بعقلكن). هذه المدرّسة تختص بتدريس مادتين أدبيتين للصف التاسع بنات، أمهات الغد، اللواتي سيعلمن أبناءهن الأخلاق والقيم، الأخلاق التي سيتعلمونها من قدوة ما لهن.
المدرِّسة عاقبت إحدى البنات في الصف التاسع كانت قد كتبت وظيفتها ناقصة، بسبب عدم فهمها للدرس، فلم تترك عبارة توبيخ إلا واستعملتها بوجه الفتاة، ومزقت الصفحة التي كتبت عليها الوظيفة، ورمت دفترها في سلة المهملات لكي تلقنها درساً لا تنساه، وتجعل منها عبرة للفتيات، وقامت بتحقيرها أمامهن في الصف بنعتها بألفاظ لا تمت للتربية بصلة، وأخرجتها من الصف وفرضت عليها عدم الدخول مرة أخرى إلى درسها.
بعد نهاية الدرس جاءت الطالبة واعتذرت من المعلمة التي قبلت اعتذارها بشرط أن تحضر جميع دروسها على الواقف، مما أثار غضب الفتاة وامتعاضها من الإذلال، وذهبت إلى الموجهة لتشتكي، فتعجبت الموجهة من هذا التصرف وتساءلت عن السبب بالرغم من اعتذار الطالبة، وقالت لها: سنجد حلاً، ولكن أرسلي لها أمك غداً.
عند وصولها إلى البيت قامت الطالبة بإبلاغ أمها ما حدث، فذهبت الأم في وقت فراغ المعلمة، ويا ليتها لم تذهب، إذ تكبَّرت المعلمة ورفضت لقاء الوالدة، وقامت بتوبيخها أمام زميلاتها المعلمات، فطلبت منها الأم أن تذهب معها إلى مكتب الموجهة لكنها رفضت بحجة أنها مشغولة، فقامت الموجهة باستدعاء المعلمة، وعند قدومها «انفلتت» على الأم وادعت أن الطالبة هي المخطئة، وأن جل ما عملته هي إخراجها من الدرس فقط، وأنكرت تمزيق الدفتر ورميه بسلة المهملات. ولكن ذلك ثبت فيما بعد أمام مفتش تربوي قدم لحضور درس لها.
ومع ذلك فقد قالت للطالبة في آخر درس لها: إذا بقيت هكذا سأجعل كل المدرسين يضعون لك علامة الصفر مما يؤدي إلى عدم ترشيحك للامتحان!.
هل هذه هي الأخلاق التي نعلمها لطلابنا ونطلب منهم الاقتداء بها؟ هل باتت قدسية التربية منحطة إلى هذه الدرجة؟ نرجو من وزارة التربية التأكد من أخلاق مربيها عند تعيينهم، لأنه على عاتقهم تقع مسؤولية تطور الوطن والنهوض بأخلاقه.